تسود أجواء باردة انتخابات تجديد ثلث مجلس المستشارين بجهة الغرب الشراردة بني احسن، ومرت فترة الحملة الخاصة بها في ظروف أكثر سكونا، ساهم في تكريسها إحجام العديد من الأحزاب عن إيداع تصريحاتها بمجلس المستشارين، سواء بالنسبة للهيئة الناخبة لأعضاء مجلس الجماعات المحلية أو برسم هيئة ممثلي غرفة الصناعة التقليدية. وعزت المصادر ضعف الترشيحات المعلن عنها، إما إلى حصول قناعة لدى هيئات سياسية بعينها بعدم جدوى خوض غمار هذه الانتخابات، طالما أن فرص فوزها بأحد المقعدين المخصصين للجهة تبدو شبه منعدمة، أو حرصا منها على الالتزام بما خلصت إليه حسابات التحالف، التي أضحت تخضع في غالب الأحوال للاعتبارات الشخصية، وأضافت مستطردة بأن هناك أحزابا قررت تقديم ترشيحاتها، للعب دور أرنب السباق ليس إلا، لإضفاء نوع من التنافسية الصورية، سيما أن كل النتائج قد حسمت بناء على اتفاقات مسبقة عقدت خارج المؤسسات. ووفق المعطيات المتوفرة، فإنه من المتوقع جدا أن تفرز انتخابات يوم غد الجمعة فوز محمد احسايني، رئيس المجلس البلدي لمدينة سيدي يحيى الغرب، الذي حظي بتزكية حزب الاتحاد الدستوري للترشح باسمه لانتخابات تجديد ثلث الغرفة الثانية، بالمقعد المخصص لهيئة ممثلي الجماعات المحلية، ليخلف الحركي بوسلهام بيتة الذي أطاحت به قرعة تجديد الثلث. وقالت المصادر إن منافسة كل من الاستقلالي ادريس السبايبي ومحمد حسن بنكدور، مرشح حزب الأصالة والمعاصرة، للدستوري احسايني تبقى ضعيفة، خاصة في ظل الدعم القوي الذي يحظى به حزب الحصان من قبل بعض مسؤولي الحزبين المذكورين، الذين سبق لهم أن حضروا مؤخرا، وفق ما كشف عنه مصدر موثوق، حفل عشاء أقيم بفيلا مرشح الاتحاد الدستوري لإعلان التأييد. أما فيما يتعلق بهيئة ممثلي غرفة الصناعة التقليدية، فقد بات في حكم المؤكد أن الحركي عمر مكدر، الرئيس الحالي للغرفة، سيعود مجددا إلى قبة الغرفة الثانية، بعد أن أسقطته القرعة من لائحة أعضائها، في غياب منافس حقيقي قد يزيحه من مجلس المستشارين الذي عمر فيه طويلا، وعلى الرغم من ترشح كل من عمر الطلب علي، من حزب التجمع الوطني للأحرار، وعمر غليض، العضو بالحزب الديموقراطي الوطني، لنفس المنصب، فإن المصادر تستبعد تأثير ذلك على حظوظ مرشح حزب السنبلة للفوز في مقعد بمجلس المستشارين. ويذكر أن مصالح الداخلية بولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن كانت قد أقصت في وقت سابق عبد الإله دحمان من حزب العدالة والتنمية، من الترشح لهذه الانتخابات، لافتقار ملف ترشيحه لشهادة حسن السيرة والسلوك التي تسلمها مصالح الأمن الوطني.