لم يكن المراسل الصحافي «س.ص.» يعتقد أن قيامه رفقة أقرباء له بالتبليغ عن سرقة سيارة لأحدهم، ستتحول إلى قصة بحث طيلة الأسبوع الماضي، قبل الوصول إلى عناصر العصابة وتسليمها لعناصر الدرك الملكي. انطلق أربعة أشخاص بينهم المراسل الصحافي «س.ص.» في رحلة مطاردة أكبر عصابة لسرقة السيارات ببني ملال عجزت عن ملاحقتها الأجهزة الأمنية بالمنطقة، واستمرت رحلة البحث في مدن كثيرة منها خريبكة وخنيفرة، قبل الوصول إلى أول الخيوط بدوار آيت إيكو وسط الجبال بمنطقة إغرم العلام بدائرة القصيبة ببني ملال، صباح السبت الماضي، بعد الحصول على مجموعة من المعلومات حول متزعم العصابة، وغامر الصحافي رفقة أقربائه لتعقب العصابة مستعينين برعاة الغنم. واتخذت العصابة «مخزنا مبنيا بالإسمنت المسلح كورشة لها لتفكيك السيارات و«عشة» من القش مسقفة بأجزاء السيارات المسروقة، في الوقت الذي يتم فيه تخزين الأجزاء الثمينة في «الكراج». وبعد عملية الترقب التي استمرت إلى حدود الساعة الثانية بعد الزوال من مساء السبت الماضي، قاموا بإخبار عناصر الدرك بالقصيبة، في حين بقي ثلاثة أشخاص، مغامرين بحياتهم، يراقبون زعيم العصابة وعنصرا آخر مسلحا بساطور. وحضر خمسة من رجال الدرك إلى مكان وجود عناصر العصابة. وبعد التأكد من وجود الأجزاء الأخرى للسيارة مخبئة داخل القش، تم اقتحام المكان حيث أسفرت العملية عن التأكد من هيكل السيارة المسروقة التي تم تجزيؤها بالكامل. وغادر زعيم العصابة المكان قبل إلقاء القبض عليه ليتم إصدار مذكرة بحث في حقه. سكان المنطقة أكدوا أن زعيم العصابة يدعى «ص. د.»، جندي سابق يبلغ من العمر 50 سنة، له سوابق عدلية في سيرته حوالي 20 سنة هي مجمل مدة العقوبات التي قضاها في السجن، وأضافت نفس المصادر أن «زعيم العصابة قد يكون فكك خلال شهر رمضان أكثر من ثمان سيارات، يبيع أجزاءها الثمينة بالبيضاء، في حين يقوم ببيع الأجزاء الخفيفة إلى محلات المتلاشيات. واتهم سكان نفس الدوار زعيم العصابة باستعمال السيارات المسروقة في جلب المخدرات من شمال المملكة وتوزيعها على مجموعة من تجار المخدرات بالجهة. إلى ذلك أكدت مصادر ل«المساء» أن الوصول إلى «مكان وعناصر العصابة قد يحل لغز سرقة العديد من السيارات ببني ملال وبمدن أخرى منها مدن مراكش، فاس، مكناس، خريبكة، الفقيه بن صالح وخنيفرة... ولا تقتصر سرقاتهم على السيارات فقط بل يمتد نشاط العصابة إلى سرقة المواشي. وكان مواطنون قد كثفوا من اتصالاتهم بممثلي الصحافة في الجهة بعد تنامي سرقة السيارات وعجز الأجهزة الأمنية عن الوصول إلى أفراد الشبكة، وكانت عمليات السرقة التي استهدفت السيارات تتم من مناطق متفرقة من وسط المدن، وكانت مصالح الأمن والدرك الملكي تطلب في المتضررين مساعدتها على البحث والتحري والإخبار بكل المستجدات والمعلومات حول المشتبه فيهم. وفي سياق متصل، أكدت مصادر ل«المساء» أن «عددا كبيرا من السيارات سرقت في الآونة الأخيرة خاصة أنواع مختلفة منها سيارتان رباعيتا الدفع وسيارة «مرسيدس 240»، «فياط أونو»، و«رونو 18»، و«رونو4»، حيث عمد الفاعلون إلى تغيير لوحات ترقيم بعضها بأخرى ذات ترقيم مخزني تابعة لإحدى العمالات.