فاق عدد الرياضيين الذين شاركوا اللاعب الدولي السابق نور الدين النيبت مراسيم تأبين والدته مباركة الزاوي، 600 شخصا من مختلف الأطياف الرياضية، جاؤوا جميعا إلى بيت نور الدين من أجل مشاركته أحزانه ومواساته في هذا المصاب الجلل. على غير العادة كان النيبت يرتدي اللباس الوطني ويقف بجلبابه في استقبال الزوار، الذين أجمعوا على المكانة المتميزة التي تحظى بها الفقيدة في حياة نور الدين، والتي جسدها بوضع إسمها على ظهر قميصه حين كان مدافعا عن ألوان نادي ديبور تيفو لاكورونيا الإسباني. تقاطرت على بيته بحي بولو بالدار البيضاء أسماء من عالم الرياضة خاصة الوجوه التي ارتبطت بكرة القدم، من لاعبين قدامى وجدد مسيرين ممارسين ومتقاعدين، حكاما ومندوبين منخرطين ومشجعين، صحافيين وفنانين، وكل من له علاقة بالنيبت من بعيد أو قريب، بل إن الفضاء لم يخل من «حياحة» الملاعب الذين تخلصوا من نوبة «الحيحة» وتحولوا إلى كائنات تؤمن بالقضاء خيره وشره وتشارك نور الدين أحزانه. في أمسية التأبين ذابت الخلافات الرجاوية الودادية، بحضور مسيرين ولاعبين ومنخرطين رجاويين، من بينهم الرئيس السابق حميد الصويري واللاعبان عمر النجاري ومحمد أولحاج ومحسن متولي وعبد الله الجلايدي ويونس بلخضر، فضلا عن مسيرين حاليين كالبوصيري وأبيض ومنخرطين كالزهواني وكابيلو وعشرات الرجاويين نصفهم من اللاعبين القدامى كبصير وروسي وريمي وغيرهم من الأسماء التي عايشت النيبت ميدانيا. كان الحضور الودادي في الضفة الأخرى من فضاء التأبين، حيث تواجد أعضاء المكتب المسير للفريق على رأسهم بنكيران، ومجموعة من اللاعبين أغلبهم من الرعيل الذي جاور نور الدين النيبت داخل القلعة الحمراء، خاصة الأسماء التي صنعت مجد الحمراء كالداودي وفاضل وبنعبيشة وفخر الدين والحسوني واسحيتة والكانة والقادوري وغيرهم من نجوم الزمن الجميل. حضر مراسيم حفل التأبين أعضاء جامعيون ومدربون ووكلاء لاعبين ومسيرو فرق صديقة وشقيقة، وعلى امتداد ثلاث ساعات انخرط الحاضرون في جدل لا ينتهي حول الكرة، ناقشوا في ما يشبه المناظرة الوطنية الحال المائل للمنتخب الوطني والاحتراف المفترى عليه، وطاردوا نقط الطوغو المصادرة، ووصل النقاش أحيانا إلى حد السجال لولا التنبيهات التي يرسلها بين الفينة والأخرى منشد ديني يدعو الحاضرين إلى تأجيل لغو الكرة ويذكر بعذاب القبور.