بدا في مستهل جلسة انتخاب رئيس جهة الرباط، سلا زمور زعير، يوم الجمعة الماضي على الساعة الثانية و30 دقيقة، أن المستشارين هادئون متحكمون في أعصابهم، يعرفون أن الديمقراطية هي صناديق الاقتراع وأن الفائز له الأغلبية، لكن بعد دخول قاعة الاجتماعات، تمت المناداة على الأصغر والأكبر سنا لتسيير الجلسة، بدءا من إحصاء لائحة الحاضرين إلى إعلان النتائج وتسجيل محضر، بمعاينة السلطة، لكن مشادات كلامية وقعت بين مستشار من أنصار محمد بنحمو، عضو المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، المرشح لمنصب رئيس الجهة، وأحد أنصار عبد الكبير برقية، من حزب الاستقلال، حيث تبادل الطرفان التهم ليتضاعف العدد، حيث علا الضجيج وسط القاعة ولم يعد أحد يسمع التهم التي تكال للجميع، بحجة أنه من غير المنطقي والأخلاقي أن يرأس الجلسة برقية، وهو في نفس الوقت مرشح. وحينما حاول برقية إحصاء الحاضرين، اهتزت القاعة بالضجيج والاحتجاج وتشابك البعض بالأيدي، لكون منتخبين أخذوا الصندوق الزجاجي وبعضهم استولى على أوراق التصويت، وحينها أخذ ممثل السلطة الميكرفون ليعلن رفع الجلسة. وحمل أنصار بنحمو المسؤولية في ما جرى لأنصار برقية، فيما حمل هؤلاء المسؤولية للسلطة لكونها رفعت الجلسة ولم تسجل أن بعض أنصار بنحمو «سرقوا الصندوق الزجاجي» و«أوراق التصويت»، وخرجوا من الباب الخلفي لمقر ولاية الرباط. وظل أنصار برقية معتصمين في مقر الولاية، حيث تناولوا وجبة الإفطار هناك وأخذوا صورا تذكارية لتأكيد أنهم الأغلبية، وقال عبد القادر لكحيل، عن حزب الاستقلال، ل«المساء»: «إنهم هربوا، لكونهم أحسوا بأنهم لا محالة خاسرو رئاسة الجهة، فنحن 50 منتخبا، وهم فقط 33». وظل أنصار برقية معتصمين داخل قاعة الجلسات إلى ما بعد صلاة التراويح، حيث حضر والي الرباط لتهدئة الوضع، فيما احتج أنصار برقية على ما أسموه تواطؤ السلطة التي رفعت الجلسة ولم تسمح لهم بمواصلتها رغم وجود النصاب القانوني. وأصدر التحالف الملتف حول برقية بيانا تنديديا، حصلت «المساء» على نسخة منه، ويضم الأعضاء المنتخبين في الجهة، من الأحزاب السياسية التالية: الاستقلال، الاتحاد الاشتراكي، العدالة والتنمية، التقدم والاشتراكية، التجمع الوطني للأحرار، الحركة الشعبية، الحزب العمالي، الحركة الديمقراطية الاجتماعية؛ وكذا النقابات العمالية: الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الاتحاد المغربي للشغل، الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الفيدرالية الديمقراطية للشغل، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، المنظمة الديمقراطية للشغل؛ إضافة إلى لامنتمين. ومن جهته، نفى بنحمو، مرشح الأصالة والمعاصرة، في تصريح ل«المساء»، أن يكون أنصاره انسحبوا من قاعة الجلسات، مؤكدا أنهم غادروا القاعة بعد أن رفع برقية الجلسة على خلفية النقاش القانوني الذي ساد، باعتباره على رأس الجلسة وفي نفس الوقت مرشحا، مشيرا إلى أن أنصاره أثاروا مسألة أخلاقية، مما جعل أنصار برقية يحتجون ويلقون الكلام على عواهنه، بحيث جاء مليئا بكلمات من قاموس الشتم والقذف.