نظمت أول أمس أمام مقر السفارة الاسبانية بالرباط وقفة احتجاجية للمطالبة بجلاء الاستعمار الاسباني عن سبتة ومليلية المحتلتين، والتنديد بالاحتفالات الرسمية لمرور 513 سنة على الاحتلال الاسباني. الوقفة التي تأتي بمبادرة من منظمة شبيبة القطب الليبرالي الديمقراطي وجمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان،عرفت تقديم مذكرة كتبت بالخط الأندلسي إلى السفارة الاسبانية بالرباط، تدعو الحكومة الإسبانية إلى «التحلي بالشجاعة، والانسحاب من آخر المستعمرات في أقرب الآجال لطي الصفحة السوداء التي ظلت تشوه سماء العلاقات بين البلدين الجارين». وحسب محمد سقراط عن منظمة شبيبة القطب الليبرالي الديمقراطي، فإن الأمر يتعلق بتقديم مذكرة للمطالبة باستقلال المدينتين المحتلتين في مبادرة تعد حسب سقراط، «سابقة من نوعها»، أمام «السكوت غير المبرر لحكومة مغربية يرأسها حزب له مرجعية الاستقلال». سقراط ندد ب«لامبالاة» الأحزاب المغربية بهذا الملف، حيث اكتفت بإدراج استكمال الوحدة الترابية ضمن قوانينها الأساسية دون أي تفعيل على أرض الواقع، وأكد أن الوقت قد حان لرحيل إسبانيا عن المدينتين المحتلتين وإنهاء أقدم استعمار في العالم، وقال «اسبانيا بالرغم من أنها شريك في الاتحاد الأوروبي وصادقت على مجموعة من المراسيم والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، إلا أنها لازالت تمارس كل أشكال العنصرية والاضطهاد على السكان المغاربة في سبتة ومليلية». كما أشار سقراط إلى أن هناك برنامجا مستقبليا للمطالبة باستقلال المدينتين سيتم تطبيقه على عدة مستويات منها القانوني، حيث سيتم رفع دعاوى أمام القاضي غارسون للبحث في ملفات الانتهاكات الجسيمة، ثم وضع القضية أمام اللجنة الأممية المكلفة بملف الاستعمار، إضافة إلى أجندة سيتم تنفيذها داخل اسبانيا وتتضمن القيام بمسيرات احتجاجية بمدريد. وشبه سقراط في تصريح ل«المساء» ما تقوم به اسبانيا من بناء للحواجز ووضع الأسلاك الشائكة وإهانة آلاف المغاربة بالممارسات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين، كما طالب الجهات الحكومية والدوائر المسؤولة بجعل اليوم الذي تحتفل فيه اسبانيا بذكرى مرور 513 على احتلال المدينتين يوم «نكبة». وفي سياق متصل اتهم سعيد شرامطي، رئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، السلطات الاسبانية بالسطو على منابع مياه مغربية بالناظور، وقال إن السلطات الإسبانية فرضت حراسا على ثلاثة منابع بمدينة الناظور يمنعون أي شخص من الاقتراب منها إلا في حالة توفره على ترخيص من حكومة الاحتلال بمليلية. وأكد شرامطي أن جمعية قامت برحلة ثقافية إلى المنطقة قبل أن يتم استنطاق أعضائها من طرف الشرطة القضائية المغربية، بعد تسجيل شكاية ضدهم من طرف الحراس المستخدمين من طرف السلطات الاستعمارية، وأضاف أنه بحث هذا الموضوع مع عامل المدينة الذي أكد بأن الأمر «أكبر منه». وأشار شرامطي إلى أن هناك منابع أخرى في بنيونس كان من المفترض أن تخضع للاستغلال المشترك إلا أن المغاربة يمنعون من استعمالها. يشار إلى أن الوقفة عرفت إنزالا كبيرا لعناصر من الأجهزة السرية التي فاق عددها عدد المحتجين، كما تميزت بحضور مكثف لصحافيين إسبان عملوا على تغطية الوقفة وأخذ تصريحات من المشاركين.