«إنها بالفعل مسرحية» لم يجد عدد من مستشاري جهة الدارالبيضاء الكبرى أي تعبير أو نعت أحسن من هذا لكي يصفوا به ما حدث خلال انتخابات مكتب مجلس الجهة أول أمس الخميس عندما تمكن مستشار جماعي يدعى سعيد التدلاوي من الحركة الشعبية الفائز خلال الانتخابات الجماعية في شهر يونيو الماضي باسم نفس الحزب بعين حرودة التابعة لعمالة المحمدية، من قلب المعادلة التي رسمتها أحزاب الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري. وإذا كانت بداية انتخابات مكتب جهة الدارالبيضاء قد تمت بشكل عادي ولم تشبها أية مفاجآت، إذ تم انتخاب محمد شفيق بنكيران من التجمع الوطني للأحرار لولاية ثانية على رأس الجهة بأغلبية كبيرة، وتم انتخاب عبد الرحيم بنضو من الأصالة والمعاصرة نائبا أولَ له، وعبد الله الحساني البرلماني وعضو المكتب السياسي للاتحاد الدستوري نائبا ثانيا له، فإن انتخابات باقي النواب التي تمت بنظام اللائحة خلافا للمناصب الثلاثة الأولى (أي الرئاسة والنيابة الأولى والثانية)، شهدت تحولا دراميا بتقديم ثلاث لوائح وبانفراط عقد التحالف الحزبي المكون، خاصة من الاتحاد الدستوري والأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار. وحسب ما ذكرته مصادر مطلعة ل«المساء»، فإنه لم يكن من المتوقع أو من المنتظر أن يقدم سعيد التدلاوي لائحة باسمه الخاص، غير أنه في آخر لحظة تقدم بها وانخرط معه أعضاء غاضبون من الأصالة والمعاصرة والأحرار، فيما تقدم حزب الاستقلال بلائحته الخاصة والأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري والتجمع الوطني للأحرار تقدمت جميعها بلائحة مشتركة. وحصلت لائحة سعيد التدلاوي على ثلاثة مقاعد في مكتب المجلس، ولائحة الأصالة التجمع الاتحاد الدستوري، التي ترأسها عزيز لمرابط من التجمع الوطني للأحرار، على ثلاثة مقاعد، في حين فازت لائحة حزب الاستقلال التي ترأسها الشرقي فرحان بمنصب واحد في المكتب. وعلل المراقبون هذا الانقلاب الذي حدث خلال هذه الانتخابات بكون سعيد التدلاوي استغل تذمر عدد من المستشارين المنتمين إلى الأحزاب الثلاثة الأخرى على طريقة تدبير الترشيحات داخلها، وبالتالي أحدث شرخا داخلها. يشار إلى أن مستشاري الاتحاد المغربي للشغل الستة انسحبوا من اجتماع انتخاب المكتب احتجاجا على ما أسموه «إقصاء ممثلي المأجورين من التمثيل داخل المكتب» خلافا للوعود التي أعطيت لهم بأن يكونوا ممثلين داخله بعضو واحد.