قضية مليكة المسعودي التي شغلت الرأي العام المحلي والوطني لم تكن قضية عادية، ففي هذا الملف اقتيدت سيدة بريئة إلى السجن بتهمة لم تقترفها. وعليه فستظل هذه القضية ذكرى عالقة في الأذهان جيلا بعد جيل. ومليكة المسعودي سيدة قروية بسيطة وأم لثلاثة أبناء من زوج ستشاء الأقدار أن تكشفه شريكا في ملف «فُبْرِك» ضدها للنيل من سمعتها والرمي بها وراء القضبان، لكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر ليزج بالمشتكي في السجن وتصدر في حقه عقوبة حبسية لا زال يقضيها إلى اليوم رفقة العقل المدبر للعملية المحامي المدان (ع.ب) ودركيين برتبة رقيب أول عوقبا على تهمة تزوير المحاضر وفبركة ملف ضد مليكة المسعودي. لم تسمح له بالزواج من ثانية فحاول التخلص منها مليكة المسعودي هي ابنة عبد الرحمان المسعودي التي تقيم بدوار الدحامنة جماعة سيدي عابد الشاطئية. كانت قد دخلت في نزاع مع زوجها بعد أن رفضت الموافقة على زواجه من امرأة ثانية فقرر التوجه إلى المحامي (ع.ب) لإيجاد حل عبر تطليقه منها ليفسح له المجال لتحقيق رغبته في الزواج من جديد. الخطة الشيطانية يعترف الزوج (م.خ)، زوج المتهمة البريئة، أنه لجأ إلى المحامي (ع.ب) لأجل إيجاد حل لمشكلته العالقة مع زوجته العنيدة الرافضة السماح له بالزواج من امرأة ثانية، حيث اختلق له المحامي حلا سحريا ينهي به كل أوجاع الرأس ويسمح له بالزواج من جديد في ظروف عادية وهادئة. حيث تم الاتفاق على وضع خطة بإيجاد شخص له سوابق في شواهد الزور لكي يقوم بتمثيل دور العشيق في ملف للإيقاع بالزوجة مليكة المسعودي بتلفيق تهمة الخيانة الزوجية لها. وعن طريق استقدام الخائن الوهمي إلى بيت (م.خ) منتحلا صفة عامل فني لإصلاح تجهيزات إسطبلات الدجاج المحاذية لسكن العائلة ولمدة ستكون كافية ليتعود فيها الضيف العامل على تناول الوجبات داخل البيت العائلي صحبة رب الأسرة. وفي ما بعد سيتم تحديد موعد لتقديم الأكل له داخل فضاء المنزل حيث ستتكلف مليكة المسعودي بتقديم الطعام رفقة زوجها وفي اليوم الموعود سيخرج الزوج ويغلق الباب من الخارج بتنسيق مع الدركيين (ص.ع) و(م.ب) بدري اللذين سيداهمان المنزل ويقتادان العشيق الوهمي صحبة مليكة المسعودي في ملف مفبرك لم تشهد له المحاكم مثيلا. ليلة القبض على مليكة المسعودي كما كان مخططا له، حضر مسؤولو الدرك بعد إبلاغهم من طرف زوج مليكة المسعودي بأن شخصا غريبا يوجد في بيته ينفرد بزوجته وأنه يطلب حضورهم فورا لضبطهما في حالة تلبس. فعلا طرق الباب بقوة وفتح ليضبط «الخائن» الوهمي في حالة سكر حيث تم تمزيق ثياب مليكة المسعودي لإظهارها في حالة خيانة بكل معاني وأوصاف الخيانة وتم اقتيادها عبر سيارة خاصة في ملكية أحد الدركيين إلى مركز الدرك الملكي بالجديدة وهي مصفدة اليدين رفقة «العشيق» الوهمي، حيث تحكي هذه السيدة في محضر استماع لأقوالها أن الخائن المتهم بالخيانة معها كان يشرب علب الجعة داخل سيارة الدركيين. وعبر الطريق إلى مركز الاعتقال كان يطلب التوقف للسماح له بالتبول. وفعلا كان يقضي حاجته وهي مصفدة اليدين معه ومجبرة على معايشة هذه المهانة، بل الأكثر من ذلك فقد تعرضت أكثر من مرة للسب والقذف والضرب والصفع وبالأخص حين رفضت الاعتراف بذنب لم تقترفه وبالإمضاء على محضر اعتراف مزور حرر من طرف الدركي السابق المدان (ص.ع) ويحمل رقم 483 بتاريخ 11-9-2004. بعد التحقيق مع المتهمة البريئة وإنجاز المحاضر شاع الخبر في كل مكان بأنها خائنة ضبطت تمارس الجنس مع عشيقها، ما دفع بوالدها إلى عدم استساغة الواقعة حيث أخذ يدافع عن ابنته ويخبر الناس بأنها كانت على خلاف مع زوجها وأنه انتقم منها لكن أحدا لم يصدقه، بل إن الزوج حاول أن يفهم أبناءه أنه إنسان مظلوم ومفجوع بخيانة زوجته له. بعد التحقيق الأولي، تقدمت زوجة المتهم بالخيانة بالتنازل عن حقها في متابعة زوجها الخائن، وكما وعده المحامي (ع.ب) سيصبح حرا طليقا وسيتابع في حالة سراح وهذا هو القانون المغربي. وبعد أن سارت القضية نحو الحكم الثابت بإقرار الخيانة في حق المتهمة المضبوطة في حالة تلبس، حسب القرائن والمحاضر، توجه العشيق الوهمي إلى مكتب عبد الله بوعسلة لتسلم آخر قسط من المبلغ المالي المتفق عليه من أصل 10 آلاف درهم، لكن هنا ثارت ثائرة المحامي الذي رفض إتمام مبلغ الاتفاق فصرخ المتهم مهددا بفضح المخطط، وفعلا اتجه إلى مكتب الأستاذ جلال عبد الجليل قاضي التحقيق وسرد له وقائع الحادثة بأكملها. التحقيق سيسفر عن مفاجآت قام محامي مليكة المسعودي (ي.و) بإنجاز مذكرة مفصلة تثير واقعة الفبركة مرفوقة بطلب السراح المؤقت الذي استجابت له المحكمة بسرعة واستقبلت مليكة المسعودي بباب السجن المدني بالجديدة بالزغاريد والفرحة لتبتدئ رحلة جديدة في فك لغز قضية شائكة وقف فيها الدركيون والمحامي وزوج المتهمة وهم ينكرون أي سابق معرفة تجمع بينهم ليواجههم قاضي التحقيق بمواقيت وفحوى المكالمات الهاتفية التي تمت بينهم للإيقاع بمليكة المسعودي وبالتالي ثبوت واقعة الفبركة والتي نجم عنها ثبوتية الزور في محاضر الدرك والتي أدت بالدركيين إلى الاعتراف وتلقي عقوبة حبسية مدتها 10 سنوات سجنا نافذا، وهي نفس المدة التي صدرت في حق العقل المدبر لهذه الفبركة، المحامي (ع.ب)، المدان بعشر سنوات حبسا نافذا، وهي نفس مدة الحكم على زوج مليكة المسعودي. إحصائيات متعلقة بشكايات ضد محامين من هيئة البيضاء 2006 الواردة من الوكيل العام : 111 شكاية تم البت في 78 شكاية الواردة من المتقاضين : 363 شكاية تم البت في 243 شكاية 2007 الواردة من الوكيل العام : 123 شكاية تم البت في 66 شكاية الواردة من المتقاضين : 552 شكاية تم البت في 266 شكاية 2008 الواردة من الوكيل العام : 82 شكاية تم البت في 37 شكاية الواردة من المتقاضين : 487 شكاية تم البت في 304 شكايات أما الباقي فقد تحركت فيه الإجراءات المسطرية أو تم التنازل عنه.