في الوقت الذي حُسمت فيه رئاسة كل من جهة مدينة الدارالبيضاء وجهة مكناس تافيلالت، مازال التشويق سيد الموقف في ما يخص رئاسة جهة الرباطسلا زمور زعير، وجهة طنجة تطوان، فيما تبدو الأمور محسومة بالنسبة إلى كل من جهة مراكش تانسيفت وجهة أكادير. وكما كان منتظرا فاز محمد شفيق بنكيران، من التجمع الوطني للأحرار صباح أمس الخميس، بولاية ثانية على رأس مجلس جهة الدارالبيضاء الكبرى. وفاز شفيق بنكيران بالرئاسة بعدما كان المرشح الوحيد لهذا المنصب، ولم ينافسه عليه أي مرشح آخر. وإذا كان أمر رئاسة جهة مدينة الدارالبيضاء الكبرى معروفا ومحسوما بحكم الاتفاق بين الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري وحزب الاستقلال على منح الرئاسة للتجمعي محمد شفيق بنكيران، الرئيس السابق للجهة، فإن المناصب الأخرى داخل مكتب مجلس الجهة عرفت صراعات وخلافات داخل الأحزاب الأربعة المشكلة للتحالف المذكور. ولم تشهد انتخابات رئاسة جهة مكناس تافيلالت أي مفاجأة تذكر، إذ تمكن سعيد شباعتو، من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من ضمان ولاية جديدة على رأس الجهة وبأغلبية مريحة. وكانت انتخابات الجهة قد هيمنت عليها اللوائح المستقلة، إذ حصل اللامنتمون على 26 مقعدا متبوعين بمستشاري الأصالة والمعاصرة ثم الاتحاد الاشتراكي الذي خلق المفاجأة بحصوله على 10 مقاعد، متقدما على حزب الاستقلال. كما حصلت كل من الكنفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين على مقعدين، في حين حصلت كل من الفيدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي على مقعد واحد، وغابت عن التنافس نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بسبب التأخر في وضع اللوائح. غير أن مسلسل التشويق والإثارة تشهده كل من جهة الرباطسلا زمور زعير وجهة طنجة تطوان. ففي الحالة الأولى قلب حزب الأصالة والمعاصرة المعادلة وأصبح يتوفر على تحالف كبير قد يقوده إلى رئاسة الجهة في شخص المحامي محمد بنحمو من أجل قطع الطريق على عبد الكبير برقية من حزب الاستقلال وحرمانه من الحصول على ولاية ثانية على رأس الجهة. ومن المتوقع أن يكون مرشح الأصالة والمعاصرة مدعوما من قبل التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري وحزب التقدم والاشتراكية، فضلا عن نقابتي الاتحاد المغربي للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب. أما في حالة جهة طنجة تطوان، فإن الصراع مازال محتدما بين مرشحين من حزب التجمع الوطني للأحرار. المرشح الأول يدعمه رئيس الحزب ويتعلق الأمر بمحمد بوهريز، ومرشح يدعمه وزير الاقتصاد والمالية صلاح الدين مزوار وحزب الأصالة والمعاصرة. أما في جهة مراكش تانسيفت فيبدو أن الطريق معبدة أمام حميد نرجس من حزب الأصالة والمعاصرة وخال فؤاد عالي الهمة من أجل أن يتولى رئاسة الجهة، وكذا الأمر بالنسبة إلى إبراهيم الحافظي من التجمع الوطني للأحرار والمقرب من وزير الفلاحة عزيز أخنوش.