قرر منتسبو حزب التجمع الوطني للأحرار عقد اجتماع للمجلس الوطني، منتصف شهر نونبر، من أجل محاسبة قيادة الحزب، وعلى رأسها مصطفى المنصوري، الذي توعده البعض بعزله من منصبه أو دفعه لطلب الاستقالة. وقالت مصادر متطابقة ل«المساء» إن قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار غير راضية عن الطريقة التي سير بها المنصوري الحزب، حيث لم يستشر أحدا أثناء منح التزكيات الانتخابية، كما لم يعقد أي اجتماع للمكتب التنفيذي لبحث حيثيات الرد على بلاغ إدارة الأمن الوطني بخصوص محمد جوهري، المعتقل بشبهة الاتجار في المخدرات القوية، والذي كان في وقت سابق منتسبا للحزب، علاوة على عدم الرد على حزب الأصالة والمعاصرة، أثناء الهجوم الذي مارسه هذا الحزب، الحديث النشأة، على التجمع الوطني للأحرار، الذي أكمل عقده الثلاثين، حيث بدا المنصوري متذبذبا كلما طرحت عليه الصحافة أسئلة حول نفس الموضوع. وأوضحت المصادر أن أغلبية أعضاء المكتب التنفيذي أحصوا عشرات الأخطاء التي سقط فيها المنصوري، ونبهوه إليها، لكن دون جدوى، مؤكدين أنه حتى وزراء الحزب في حكومة الفاسي عبروا عن عدم رضاهم عن الوضع الذي آل إليه الحزب على عهد المنصوري، مشيرين إلى تراجع مرتبته في المشهد السياسي، لكونه لم يتخذ قرارات في العديد من القضايا التي طرحت في الساحة السياسية، من قبيل ظاهرة البرلمانيين الرحل، التي كان الحزب من بين أحد ضحاياها، نتيجة استقطاب أطره من قبل أحزاب أخرى، لأن المنصوري شل قدرتها الإبداعية، وهمشها، حيث اكتفى باستشارة قلة قليلة من مجاوريه، على حد قول نفس المصادر. وأضافت المصادر أن المنصوري لم يحترم أجندة اجتماع الأجهزة المسيرة للحزب،إذ عقد المكتب التنفيذي اجتماعا واحدا فقط، رغم أنه مطالب بعقده أسبوعيا، وإصدار بلاغ ولو مقتضب، كما أن اللجنة المركزية لم تتمكن من عقد سوى اجتماعين طيلة عامين، في الوقت الذي هي مطالبة بعقد أربعة اجتماعات، كما أن المجلس الوطني عقد دورة واحدة، وهو مطالب بعقد دورتين في السنة. وأكدت المصادر أن دورة المجلس الوطني المقرر عقدها شهر نونبر القادم ستتجه نحو إقالة أو عزل المنصوري أو دفعه لتقديم استقالته وانتخاب قيادة جماعية يعهد إليها تسيير الحزب إلى حين الاتفاق على موعد لعقد المؤتمر الاستثنائي، وتضم اللائحة الأولية للقيادة الجماعية، حسب نفس المصادر، صلاح الدين مزوار، ورشيد الطالبي العلمي، ومحمد أوجار، ومحمد بن طالب، وآخرين فضلوا الاشتغال خلف الستار. ومن جهته، قالت مصادر مقربة من المنصوري إنه يعي جيدا المناورات التي تحاك ضده، مؤكدة أنه قادر على ربح رهان الحفاظ على تماسك الحزب، وهذا لا يعني حسب نظرها استسلام المنصوري لأحلام هؤلاء القادة، على حد تعبير هذه المصادر، التي أكدت أن أحسن جواب رد به المنصوري لحد الآن هو وضع مرشحي الحزب نصب أعينهم الفوز بمقاعد في الانتخابات، وتحقيق نتائج مهمة، ومواصلة العمل الميداني بالاقتراب من هموم المواطنين، والبحث سوية عن حلول للمشاكل القائمة، حيث برز الحزب بشكل لافت خلافا لكل الانتقادات التي وجهت له.