وضعت عائلة زوجة مهاجر مغربي مقيم بالدانمارك شكاية لدى شرطة هذا البلد من أجل انتزاع حضانة أبنائه الثلاثة منه بدعوى أنه يرغمهم على الصيام خلال شهر رمضان. كما سبق لزوجة هذا الأخير الدانماركية أن قامت، بتحريض من عائلتها المقيمة بالنرويج، باختطاف الأبناء الثلاثة في قصة شبيهة إلى حد ما بما تعرض له طفلا البطل العالمي خالد السكاح اللذان أقدمت طليقته النرويجية على اختطافهما بدعم من سفارة النرويج بالرباط. وحسب شقيق المهاجر المغربي عبد العالي الفيزازي، البالغ من العمر 42 سنة، فإن عائلة زوجة أخيه اتهمته أمام الشرطة، عندما تقدم بشكاية عن الاختطاف، بكونه يعتدي عليهم ويشكل خطرا على حياتهم، ودليلها على ذلك أنه أجرى لأحد أطفاله عملية ختان وفق الطريقة الإسلامية. وفي الوقت الذي كان فيه المهاجر المغربي على وشك كسب قضيته، تقدمت جدة الأطفال الثلاثة الدانماركية والمقيمة بالنرويج بشكاية لدى شرطة النرويج مفادها أن ابنتهم مصابة بالجنون وزوجها المغربي مسلم متعصب يرغم أطفاله على صيام شهر رمضان بالرغم من كونهم ليسوا مسلمين. وكانت النتيجة أن أقدمت السلطات النرويجية على وضع الأطفال في مكان مجهول حتى لا تطالهم يدا أبيهم وأخطرت السلطات الدانماركية بهذا الإجراء. وكان عبد العالي الفيزازي يبلغ من العمر 22 سنة عندما هاجر إلى الديار الدانماركية بداية التسعينات، حيث حل هناك في زيارة عائلية وتعرف على جوانا الدانماركية التي كانت طالبة بينما كان هو حاصلا على دبلوم في الحلاقة، واتفقا على الزواج بعد أن قبلت الدخول إلى الإسلام وغيرت اسمها إلى جليلة وصارت تتلقى دروسا عن التعاليم الإسلامية. بعد سنتين على زواجهما ومكوثهما معا بالدانمارك، عبرت جليلة عن رغبتها في الذهاب إلى المغرب من أجل التعرف على أهله والوقوف على حقيقة الإسلام. وبعد قضائها مدة قصيرة وسط أقارب الزوج خلال العطلة الصيفية، ستطفو على السطح أولى بوادر الخلاف بين الزوج المغربي وزوجته الدانماركية، وكان سبب ذلك هو ما اعتبرته جليلة تناقضات ما بين تعاليم الإسلام التي اطلعت عليها إبان مقامها بالدانمارك وما تشاهده من ممارسات صادرة عن المغاربة منافية لتعاليم الإسلام، حيث هالها الاختلاط على الشواطئ المغربية. ومقابل ذلك، أعجبت الزوجة بحرارة الاستقبال المغربية، فطلبت من زوجها عبد العالي الاستقرار بشكل نهائي بالمغرب. لكن أمام الإكراهات المادية للزوج الذي كان يتوجب عليه، أولا، توفير مسكن وضمان مستقبل أطفاله الثلاثة قبل الإقدام على هذه الخطوة، فقد طلب منها تأجيل هذا الأمر إلى حين ميسرة. وخلال العطلة الصيفية، حلت جليلة رفقة أطفالها الثلاثة بالمغرب دون مرافقة عبد العالي لهم بسبب ظروف عمله، لكن عندما انتهت مدة العطلة لم تشأ الزوجة الرجوع إلى بلدها، فما كان من الزوج إلا أن طلب من أفراد عائلته أن يبعثوا إليه بالأطفال، في حين خرجت الزوجة واختفت عن الأنظار ولم يعد يعلم عنها أي شيء. وبعد مدة، ستتوصل عائلة عبد العالي المقيمة بالمغرب بمكالمة هاتفية من السفارة الدانماركية تطلب منها بأن تتكفل بمصاريف سفر زوجة ابنها بعد اختفائها مدة 6 أشهر بالمغرب، وإرجاعها إلى الدانمارك. وبمجرد ما التحقت جليلة بموطنها ستغير من نظرتها إلى زوجها. وبتأثير من والدتها التي كانت تقيم بالنرويج، قامت باختطاف الأطفال الثلاثة، وحينما اشتكى الزوج اتهمته بكونه يشكل خطرا على أبنائه وقدمت رسومات للأطفال تجسد مشهدا يبدو فيه وكأنه يريد رميهم من الطائرة، لتصدر سلطات النرويج أمرا يقضي بمنع الأب من الاقتراب من مكان توجد الزوجة وأطفالها وأن يحافظ على مسافة تبعد عنهم ب100 متر. وبعد مدة، ندمت جليلة على ما صدر منها وقامت بإرجاع الأطفال إليه، حيث مكثوا معه لمدة طويلة قبل أن يفاجأ بوالدتها، جدة الأطفال المقيمة بالنرويج، تضع شكاية أخرى لدى الشرطة تزعم فيها أن ابنتها مصابة بالجنون وأن الأب مسلم متعصب.