دعا محمد بلحبيب، رئيس نهضة بركان في لقاء مع «المساء» إلى تأسيس جمعية وطنية تشمل أندية الهواة، أو ما يصطلح عليه بالفرق «المضطهدة» من أجل تكوين جبهة تتصدى لما أسماه بالأخطبوط، كما طالب بإشراك الأحزاب السياسية والقوى الحية والإعلام في النقاش الدائر حول إصلاح كرة القدم. وأوضح بلحبيب، الذي لازال مصرا على الاستقالة من رئاسة الفريق البركاني، أن فشل مشروع إصلاح الملعب البلدي لبركان، وإحداث مركز تكوين في إطار التأهيل الذي جاء بمبادرة من فريق نهضة بركان، كان بسبب خروجه من فم فريق صغير ينتمي إلى فرق الهواة، «لهذا لم يجد آذانا صاغية أو محتضنا للفكرة ليلقى به في الأخير في سلة المهملات، لكن العكس كان سيحصل لو تقدمت به الفرق الكبرى». واعترف بلحبيب بأن الإصلاحات كانت مؤقتة، من خلال التفكير في إحداث ملعبين جانبيين بعشب اصطناعي ومدرسة لكرة القدم ومركز تكوين خاص بالناشئين، ويضيف بلحبيب أن العملية كان وراءها المؤطر صلاح بعداش الفرنسي الجنسية الجزائري الأصل. يقول رئيس النهضة، «كنا نظن حسب الوثائق التي نتوفر عليها أن تكلفة عملية التعشيب الاصطناعي لهذين الملعبين، كانت هبة من شركة OLOSPORT التي كان يمثلها بعداش، إلى جانب دعم جمعية أنكاد التي اختارت بدورها أن تهبه إلى فريق نهضة بركان، ليتضح في الأخير أن هناك وثائق أخرى تتوفر عليها نفس الشركة تفيد بوجود عقد شراكة بينها وبين عمالة بركان بتكلفة تتجاوز 109 آلاف أورو، كما أنه وخلال هذه الفترة كنا ضحية خسارة مبلغ قدره 50 ألف درهم في عملية اقتناء حافلة للنادي والتي تكلف بها الشخص نفسه والتي لم يظهر لها أثر إلى يومنا هذا». ونفى بلحبيب أن يكون ضحية نصب أو احتيال من طرف مخاطبه الفرنسي الجنسية، وقال إنبعداش يقوم بذلك بدون مقابل، بل يصرف من ماله الخاص من أجل إخراج المشروع إلى الوجود، وأنه لا يمكن اعتبار ذلك نصب أو احتيال إذا كان ذلك الشخص يقوم بذلك لمصلحته بمقابل، وأضاف أن هذا التصرف جعل العديد من علامات الاستفهام تنتصب في وجهه، وأبرز أنه إذا استمر العطل فإن اللجوء إلى القضاء يبقى واردا. «إلى حد الآن ليست هناك أي متابعة قضائية في هذه القضية ضد أية جهة تذكر. ولم نحرك ملفها لأنه بالنسبة لفريق نهضة بركان قمنا بعملية حسابية، ووجدنا أننا طرف له في ذمة الشركة مبلغ 50 مليون سنتيم الذي أديناه مقابل الحصول على حافلة، بينما الشركة تطالب بمبلغ اتفاقية العشب الاصطناعي 109 آلاف أورو، فعلى سبيل المقايضة إن لم نتوصل بالحافلة، والتي دائما نتوصل بوعود الحصول عليها من طرف صلاح بعداش الذي لا زال يؤكد أنه يقوم بجميع المحاولات لإنهاء هذا المشكل، سنعتبر أن مبلغ الحافلة هو ثمن العشب وسننهي الأمر على الأقل بالنسبة لنا كمكتب مسير وسنكون رابحين» يقول بلحبيب بلغة الواثق، قبل أن يضيف بأن الجهة التي لها الصلاحية في تحريك الملف هي شركة OLOSPORT.. وكان مدير الشركة المذكورة قد اعترف بتوصله من المكتب المسير لنهضة بركان بمبلغ مالي قدره 50 مليون سنتيم، مقابل الحصول على حافلة يستفيد منها الفريق ليس إلا، وفي نفس الوقت يصرح أن له على ذمة عمالة بركان دين بمبلغ 109 ألاف أورو، بناء على اتفاقية الشراكة المبرمة بين الطرفين. وكانت جمعية أنكاد قد دعمت الموقف البركاني، وساندت موقف المكتب المسير، ساندتنا لأن الوثائق المتوفرة لديها تثبت أن شركة OLOSPORT قدمت لها المشروع على شكل هبة، ومن جهتها الجمعية اختارت نهضة بركان لتقدم لها هذا المشروع على شكل هبة أيضا. وحمل بلحبيب المسؤولية لبعداش ولسداجة المكتب المسير الذي يرأسه، «لأنه كان علينا تحصين أنفسنا والتأكد أولا من هذا الشخص بشكل كبير، بحيث كنا نظن أنه إطار معتمد من طرف الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، لكن تبين لنا بعد وقوع المشكل أنه لا يمت بصلة للاتحاد الدولي «. وكان اللقاء التعارفي الأول بين المكتب المسير لنهضة بركان في شخص رئيسه، وصلاح بعداش، قد انبثق عن عمل جمعوي بين جمعية شباب أطلسTOULON والتي مثلها السيد سيف يوسف وجمعية التضامن الفرنسية التي يرأسها صلاح، وتمخض عن اللقاء إبرام النهضة لاتفاقية شراكة مع الجمعيتين، تهدف إلى تبادل الخبرات والزيارات والتأطير الرياضي وسبل الإعانات والإصلاحات وتكوين الناشئة. هذه الاتفاقيات عرفت عدة خطوات مهمة في الشأن الرياضي والثقافي، لكن الأمر لم يكن بنفس النجاح على المستوى الرياضي.