انتُخب رشيد الساجد من حزب الأصالة والمعاصرة، منتصف الأسبوع الماضي، رئيسا لمجلس عمالة الصخيرات تمارة بعد تمكن التحالف الذي شكله حزب الأصالة والمعاصرة من الحصول على 13 مقعدا مقابل 10 مقاعد للتحالف المضاد الذي كانت التنسيقات الأولية بين مختلف مكوناته تشير إلى حصوله على الأغلبية، قبل أن يفاجأ يوم الاقتراع بانسحاب أحد المستشارين منه بينما فضل آخر التصويت لفائدة تحالف «البام». ويبلغ عدد المستشارين الجماعيين التابعين لعمالة تمارة 228 مستشارا، إلا أنه عمليا لا يتعدى العدد 226 بعد وفاة أحد المستشارين مؤخرا بسكتة قلبية مفاجئة، ودخول مستشار آخر في حالة احتضار، بحسب ما أوردته مصادر مقربة من انتخابات المجلس الإقليمي، والتي أضافت أن أربعة مستشارين لم يقترعوا في الاستحقاقات المذكورة بسبب وجودهم خارج أرض الوطن، ليقترع 222 مستشارا فقط اعتُبرت أصوات ثلاثة منهم ملغاة بينما صوت واحد كان أبيض. وتم انتخاب محمد الهلالي منتمي سياسيا نائبا أول للرئيس ومحمد الحامدي عن حزب العدالة والتنمية نائبا ثانيا وعبد الفتاح نشيد غير المنتمي أيضا نائبا ثالثا، في الوقت الذي انتخب فيه لحسن الحالي كاتبا للمجلس ومحمد الأزرق نائب كاتب المجلس ومحمد عطاوي مقرر الميزانية ومحمد كشلاط نائب مقرر الميزانية. وحصلت كل من لائحة حزب الأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري على أربعة مقاعد، ولائحة حزب الاستقلال التي ترأسها النائب البرلماني فوزي بنعلال على ثلاثة مقاعد، وهو نفس العدد من المقاعد الذي حصلت عليه كل من اللائحتين المستقلتين، بينما فازت لائحة العدالة والتنمية، التي اضطرت إلى التحالف مع مستقلين اثنين من أجل الوصول إلى نصاب تكوين اللائحة، على مقعدين. في سياق ذلك اعتبرت مصادر قريبة من الاقتراع لانتخاب رئيس مجلس عمالة الصخيرات تمارة، «أن استعمال المال كان حاضرا بقوة للتأثير على المقترعين»، موضحة أن ممثلي الأحزاب أثناء الفرز كانوا يدققون في شكل العلامة الموضوعة على ورقة الاقتراع، قبل أن يكشف أحدهم أن ذلك مهم بالنسبة إلى حزبه لمعرفة «مَن الصادق مِن الخائن»، في إشارة إلى أن طريقة وضع العلامة تؤكد هوية الشخص المقترع وبالتالي استحقاقه للمقابل المادي، تقول مصادر «المساء»، التي خلصت إلى «أن السلطات التي تراقب الهواتف يصعب عليها مراقبة طرق أخرى باتت أكثر بعدا عن المراقبة والتحري للكشف عن المفسدين». وكانت مصادر «المساء» أشارت في وقت سابق إلى أن تحالفا أوليا تم تشكيله مباشرة بعد الإعلان عن النتائج، في الأسبوع الماضي، بين كل من حزب الاستقلال والعدالة والتنمية والدستوري ولائحة عبد العزيز بنيس، والذي تمكن من جمع 13 مقعدا، وهو ما يعني النصاب القانوني لتكوين أغلبية من أصل 23 مقعدا كمجموع لعدد مقاعد مجلس عمالة الصخيرات تمارة، بينما اقتصر تحالف الأصالة والمعاصرة على 10 مقاعد فقط، إلا أن المصادر ذاتها حذرت من حدوث مفاجآت و«ترحال» سواء من هذا الجانب أو ذاك، ما قد يؤثر على التحالفات، وهو ما حدث فعلا، الأربعاء الأخير، حين انتقل مستشاران إلى تحالف «البام«، لتحسم النتائج لفائدة رشيد الساجد القادم من حزب البيئة والتنمية إلى حزب فؤاد عالي الهمة.