انتقد منتسبون لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، غياب ما أسموه الحس السياسي لدى المشرفين على معرض الصور والوثائق والأرشيف، الذي يؤرخ لمسيرة نصف قرن من تاريخ الحزب، حيث لم تظهر صور شهداء ومناضلي الاتحاد، خاصة أولئك الذين كانوا يعبئون المواطنين في جميع مناطق المغرب، بينهم من عاش محن السجن الطويلة وآخرون عانوا المنافي. واعتبر الاتحاديون أن اقتصار المعرض، الذي تم افتتاحه الليلة قبل الماضية بمسرح محمد الخامس، على صور القادة التاريخيين لا يفي بالغرض المطلوب، كون القاعدة الجماهيرية التي كانت منتمية إلى الحزب هي من انتخبت القادة، ودافعت عنهم، بحسها النضالي، وضحت من أجل ترسيخ الديمقراطية، ومع ذلك لم توضع لهم صور شخصية، تؤرخ للحظة المواجهة الميدانية مع قوات التزوير الانتخابي، ولا بيانات مكتوبة بخط اليد، تندد باستيلاء المعمرين الجدد على خيرات البلاد ونهبها، ولا رسائل موجهة إلى الرأي العام لوضعه في صورة الحدث الإقليمي. يقول المصدر وفي سياق متصل، غاب محمد اليازغي، عضو المجلس الوطني للحزب، وإدريس لشكر، عضو المكتب السياسي للحزب، ولم يقدم أي مسؤول حزبي، تفسيرا يوضح بجلاء الأسباب التي منعت الرجلين من الحضور، مكتفين بالقول «هناك آخرون لم يحضروا أيضا، وكل واحد وحجته»، فيما حضر عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وعبد الله باها، عضو الأمانة العامة للحزب، وصلاح الوديع، الناطق الرسمي لحزب الأصالة والمعاصرة. إلى جانب ذلك بدا عبد الرحمان اليوسفي، الكاتب الأول الأسبق للحزب، وزوجته اليونانية، رفقة عباس الفاسي، الوزير الأول، منشرحين، وهما يتفقدان الصور والوثائق، وقال اليوسفي في تصريح للصحافة «تأثرت بما شاهدته هذه الليلة، وأنا سعيد جدا لأنني تمكنت من استعراض المراحل الأساسية لنضالنا جميعا مع الإخوة، واستحضارنا تضحيات الشهداء والمناضلين، الذين تحملوا المعاناة حتى استطاع المغرب، أن يكتب صفحات مجيدة في طريق نموه، حيث احتل مكانة مرموقة تتجلى فيما يشهده الآن من حياة ديمقراطية، وما يعرفه من تنمية، واحترام حقوق الإنسان»، وترجى اليوسفي من الله أن يوفق الجميع ليستأنف جميع المناضلين نضالهم، وعملهم خدمة للأجيال المقبلة»، معربا عن أمله في عودة الاتحاد الاشتراكي إلى مكانته الأولى في المسرح السياسي. ومن جهته، قال عباس الفاسي، الوزير الأول «إنه تاريخ 50 سنة من النضال والدفاع عن القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة، وترحم الفاسي على روح المجاهدين والأبطال الذين حرروا البلاد، واستمروا في النضال من أجل عزة المغرب، وصنعوا التاريخ”، في إشارة إلى رواد الحركة الوطنية، الذين قضوا نحبهم، بينهم الرئيس المؤسس الراحل علال الفاسي، والزعيم اليساري الراحل المهدي بن بركة، والوزير الأول الأسبق، عبد الله إبراهيم، والملك محمد الخامس. وقال عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي «إنها ربما صدفة، لكنها جميلة، كون الاتحاد الاشتراكي، أسس يوم الأحد 6 شتنبر 1959، ويحتفل بنصف القرن يوم الأحد»، معتبرا المعرض تكريما للرواد والمؤسسين والقادة التاريخيين، ولجيل حارب الاستعمار رفقة المناضل محمد الخامس، وكذا للذين ساهموا في بناء مغرب الاستقلال والديمقراطية ودافعوا عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والكرامة، مشيرا إلى أن النضال أدى إلى مساهمة الاتحاد في حكومة التناوب، حيث تحققت مكتسبات، وفتحت أوراش. ومن جهته، قال بنكيران «زيارة المعرض تؤكد فكرة كنت مقتنعا بها، ولا أزال، حزب الاتحاد الاشتراكي حزب كبير وله دور في الحاضر والمستقبل، وعلى أبنائه أن يحافظوا عليه».