وصل عدد الأئمة، الذين بعثت بهم كل من وزارة الأوقاف المغربية ومؤسسة الحسن الثاني إلى إيطاليا بمناسبة شهر رمضان الكريم، إلى 39 إماما (14 منهم تحت إمرة وتسيير وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية و25 تابعين لمؤسسة الحسن الثاني) . دورهم، حسب السلطات المغربية بإيطاليا (قنصليات المملكة)، هو توجيه الجالية المغربية وتلقينها أسس ومبادئ الإسلام المالكي السمح والتصدي للأفكار الشرقية الدخيلة عليها في أقل من شهر وبأقل الإمكانيات. لذلك توكل مهمة استقبال وإيواء هؤلاء الدعاة المغاربة، لأبناء الجالية بإيطاليا لتضطر بعض جمعياتهم إلى ضمان السكن والمأكل والتنقل وحاجيات أخرى لهم. فما على القنصلية إلا اختيار الجمعية المغربية التي ستستقبل الإمام لتخبر المسؤولين عنها قبل أيام بأن مبعوث وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أو مؤسسة الحسن الثاني سيصل في الموعد الفلاني وعبر الرحلة الجوية الفلانية لتتكفل الجمعية نفسها بنقله من المطار إلى مقر إقامته ببيت أحد أعضائها مع الاعتناء به حتى ينهي المهمة التي جاء من أجلها . عملية الاستقبال هذه قد لا تخلو من مشاكل للطرفين في بعض الأحيان، ففي السنة الماضية اشتكى إمام وداعية مغربي بعثته وزارة الأوقاف إلى جهة لومبارديا على قنصلية ميلانو، حيث اعتبر أن الإقامة التي وفرها له مركز إسلامي مغربي بميلانو لا ترقى إلى مستواه وقيمته كداعية وإمام جاء من أجل تلقين الجالية أسس المذهب المالكي . فقد اتهم الإمام المغربي المركز الإسلامي بتخصيص إقامة له ببيت قال إنه يضم «الحراكة» مطالبا القنصلية باتخاذ إجراءات صارمة ضد المركز الإسلامي المغربي الذي وكلت إليه مهمة استقباله، مما جعل المسؤولين عنه يحجزون له غرفة في أحد الفنادق ويعجلون برحيله، مؤكدين أن الجالية تعاني من نقص في الإمكانيات ولا تستفيد من علمه وتوجيهاته, لأنه يتحدث لغة لا يفهمونها ويتعامل معهl باستعلاء. «الأئمة الذين تبعث بهم السلطات المغربية يعانون من مشاكل في التواصل فعوض أن يبسطوا لغتهم لينزلوا بها إلى مستوى الأغلبية فهم يتطرقون إلى مواضيع غير مفهومة لأبناء الجالية وبطرق أكاديمية وجامعية وهذا يعني أن مهمتهم لا تحقق أهدافها بإيطاليا خصوصا أن مدة إقامتهم قصيرة وتنحصر فقط في شهر رمضان «يحكي عضو بجمعية الهدى الإسلامية بميلانو. هذا الوضع المتمثل في مشاكل التواصل بين الجالية وأئمة وزارة الأوقاف ومؤسسة الحسن الثاني، تستغله الجالية المصرية القليلة من حيث العدد والإمكانيات مقارنة بالجالية المغربية، لتبعث إلى مراكزها المنتشرة بالمدن الكبرى الإيطالية بطلبات إلى سلطات بلادها وإلى الأزهر بشكل خاص ليرسلوا إليهم أئمة يجيدون تبسيط الخطاب ويتحدثون بشكل يجعل كل من يستمع إليهم يعتقد أنه يشاهد فيلما أو مسلسلا مصريا رمضانيا، لذلك فالمراكز الإسلامية التي يسيرها المصريون تعرف إقبال الجالية المغربية وجاليات إسلامية أخرى عليها التي تجد أجواء رمضانية وأئمة أزهريين تلقنوا بشكل جيد دروسا في علوم التواصل وفي ثقافة بلوغ الهدف .