يتوقع أن يحقق مجمع المكتب الشريف للفوسفاط رقم معاملات برسم السنة الجارية يقدر بحوالي 2.8 مليار دولار، وهو ما يشكل تراجعا واضحا مقارنة مع السنة الماضية، حيث بلغ رقم معاملاته 6 ملايير دولار. وعزا مسؤول بالمجمع التراجع إلى كون السنة الماضية كانت «استثنائية»، إذ رفع خلالها المجمع سعر الطن الواحد من الفوسفاط في السوق العالمي من 30 دولار إلى 400 دولار، واعتبر السنة الحالية ب»العادية»، تشبه ما تحقق خلال سنة 2007 على مستوى رقم المعاملات. وكشف مصدر «المساء» أن المجمع يعتزم افتتاح ثلاثة مناجم جديدة مهمة بمدينة خريبكة يرتقب أن يفتتح أولاها خلال السنة المقبلة، والذي سيوازيه افتتاح وحدة صناعية لغسل الفوسفاط، مشيرا إلى أن مناجم خريبكة وُضع لها كهدف إنتاج 38 مليون طن من الفوسفاط في أفق سنة 2015، ليصل الإنتاج السنوي المغربي من هذا المعدن إلى 45 مليون طن. وأكد أحمد نبزار، مدير قطب المعادن بالمجمع، أن الأخير أعد عشر أرضيات بمنطقة الجرف الأصفر لاستقبال استثمارات أجنبية لإنتاج الأسمدة، مشيرا إلى أن المكتب توصل بطلبات أكثر من 15 دولة للاستثمار في المجال، من بينها الهند والولايات المتحدةالأمريكية وباكستان والبرازيل. وحول تأثير الأزمة المالية العالمية على مداخيل الفوسفاط في المغرب، قال نبزار : «وضعنا استراتيجية على مدى أكثر من 10 سنوات حددنا خلالها الفترات الزمنية التي سنرفع فيها الإنتاج وتلك التي سنخفضه فيها لنتمكن من التحكم في السوق العالمي»، وأضاف : «أن فترة تخفيض الإنتاج والتي دامت حوالي ثلاثة أشهر لم تشتغل فيها المناجم المغربية خلال نهاية سنة 2007 التي تزامنت مع ظهور بوادر الأزمة المالية العالمية». مؤكدا أن «الأزمة المالية خدمت الفوسفاط المغربي ولم تؤثر عليه». وفي سياق آخر، وحول المشاكل الاجتماعية والاحتجاجات التي تشهدها مدينة خريبكة من طرف العمال، أوضح نبزار أن الأمر يتعلق بمستخدمي شركات المناولة يصل عددهم إلى 850 عامل موسمي، 25 في المائة منهم لازالوا في يشتغلون في أوراش المجمع بخريبكة، والباقي متوقفون عن العمل بسبب رفضهم توقيع عقود العمل الموسمي مع شركاتهم، أو لغيابهم المتكرر دون مبررات. وأكد أن مجموع العاملين الموسميين الذين يشتغلون في أوراش مجمع المكتب الشريف للفوسفاط مرتبطين بعقود قانونية مع شركات المناولة التي تربطهم معها عقود، مشيرا إلى أن مثل هذه الحركات الاحتجاجية تؤثر على صورة المجمع، الذي يعد رائدا عالميا في ميدانه، على المستوى الدولي. وقال نبزار إن التعاقد مع شركات المناولة يكلف المجمع حوالي 19 مليون درهم في مدينة خريبكة لوحدها، مؤكدا أن المجمع أدخل تعديلا على دفتر التحملات الخاص بالتعاقد مع شركات المناولة وقد يذهب إلى إلغاء العمل بهذه المنهجية إن لم تصل إلى حل مع مستخدميها.