يبدو أصحاب المحلات في سوق العيون للخضر والفواكه، وكأن المتبضعين انفضوا من حولهم، قليلون أولئك الذين يسألون عن أسعار الخضر و الفواكه في هذا اليوم، بينما لا تهدأ الحركة حول الباعة المتجولين في محيط السوق و بعض الأزقة في الأحياء القريبة التي ارتجلت فيها أسواق لم تنفع في اجتثاثها الحملات الدورية التي تقودها السلطات المحلية بين الحين والآخر. سوق القريعة لا يشكل استثناء في العاصمة الاقتصادية، فحول أغلب الأسواق ينتشر باعة متجولون يكسرون الأسعار ما وسعهم ذلك، إلى درجة أن أصحاب بعض المحلات في الأسواق يعمدون إلى الحصول على عربات ينافسون بها الباعة المتجولين، الذين قد يحصلون على الخضر و الفواكه خارج سوق الجملة، مما يعفيهم من الرسوم التي يؤديها الباعة المعتمدون. العديد من ربات البيوت يقصدن الباعة المتجولين الذين يوفرون الخضروالفواكه بأسعار منخفضة مقارنة بتلك التي تشهر في الأسواق المعتمدة، بل إن منهن من يلجأن إلى الأسواق المرتجلة للباعة المتجولين في مواقيت معينة من اليوم، حيث يتأتى لهن شراء الخضر و الفواكه بأسعار جد مخفضة، ما دام أولئك الباعة يخشون عليها من التلف إذا ما احتفظوا بها. رغم تأكيدات الحكومة على أن الأسعار ستنخفض بعد الأسبوع الأول من شهر رمضان مراهنة على تباطؤ الطلب، وتحسين مراقبة أسعار المواد الاستهلاكية، فإن العديد من الأسر تبدو عاجزة عن مجاراة التهاب أسعار الخضر والفواكه. في الأسواق التي زارتها «المساء» أول أمس الأربعاء تجلى أن أسعار الخضرو الفواكة لم تنزل من عليائها منذ بداية شهر رمضان، فالطماطم تتراوح أسعارها بين 5.5و8 دراهم، والبرتقال ب6 دراهم والخوخ و التفاح و الموز لا تنزل أسعارها على التوالي عن 15و13و12درهما. وحدهما البطاطس والبصل لم تصبهما حمى الارتفاع. وكانت السلطات العمومية عبرت في بداية شهر رمضان عن قلقها من ارتفاع الأسعار في رمضان، حيث لاحظت أن الظاهرة التي تحدث كل سنة يتسبب فيها المضاربون بشكل مفتعل، مشيرة في ذات الوقت عبر العديد من البيانات إلى أنها حرصت على تزويد الأسواق بشكل كاف، في نفس الوقت الذي وعدت فيه بتشديد المراقبة. غير أن مصدرا من سوق الخضر والفواكه بالجملة بالعاصمة الاقتصادية، الذي كان راهن على انخفاض الأسعار بعد أن تخفت فورة الطلب المرتفع في الأسبوع الأول من شهر رمضان، استغرب عدم تحقق توقعه، وهو ما يرده إلى الخصاص في عرض الخضر والفواكه، خاصة من الطماطم التي تضررت بموجة الحرارة التي عرفها المغرب في الصيف الحالي، في نفس الوقت الذي يعزو فيه التهاب أسعار بعض الخضر و الفواكه إلى عدم تزامن نضجها مع شهر رمضان الحالي. ذات المصدر يرى أن المراقبة لا يمكن أن تتناول، خارج المواد المدعمة، تلك المحررة أسعارها في المغرب.