تعود المغاربة خلال العقود الأخيرة على لعبة رمضانية تتكرر كل سنة وبشكل منتظم وتتمثل في حرص أصحاب القرار «لمطورين» على إلهاء عباد الله بقضايا مثيرة يتابعون فصولها وكأنها مسلسل تلفزيوني شيق. ومازال المغاربة يتذكرون الفصول الرمضانية لمحاكمة مسؤول أمني توفرت فيها كل توابل الإثارة من جنس وألغاز سياسية ومفاجآت عجائبية جعلت المواطنين بعد وجبة الإفطار يتهافتون على أكشاك الصحف إلى درجة أن كل الجرائد تنفد في دقائق بما فيها الصحف التي لم تكن تبيع في السابق أكثر من عشر نسخ في اليوم. وفي وقت سابق تم إلهاء المواطنين بقصة شجرة «بْلاصْ بّيتْري» بالرباط التي تبكي دَماً، وتنتِف أغصانها وأوراقها من كثرة النواح والألم، وراجت أو تَمَّ الترويج لحكايات أشبه بالخيال العلمي حول شجرة بريئة اختارها بعض الدّهاة لتمرير ما يجب تمريره من قرارات وإجراءات في غفلة من الشعب. واليوم هل نحن حقاّ في حاجة إلى قصص رمضانية لإلهائنا بعد أن تحولت أيامنا كلها إلى لهو وعبث مخزني وحكومي وحزبي وتنموي ورياضي. ولم يعد أمامنا من «لهّاية» أو «سكّاتة» نضعها في فمنا المحلول والمستعد بَاشْ يَبْلَعْ أي شيء، سوى مسلسل لا يتوقف من الانتكاسات المتتالية. وما داموا قد حولونا إلى شعب مازوشي يعشق الصبر إلى طال راه كيتحوّل إلى مذلة واحتقار بنادم بنفسه، ويظهر أننا سنتلهى في هذا الشهر الفضيل بأشياء كثيرة ومنها ارتطام العدائين المغاربة بجدار برلين، رغم أنه سقط منذ سنين ولم يعد قائما سوى في أذهاننا المكلومة. وسنحلل لأيام عديدة نوعية المنشطات المستعملة من طرف بعض العدائين هاد الشي اللي قالوا وكذلك إفلاس كرة القدم ومنتخبها الأول، وليس وزيرها الأول، ولا نتحدث عن المنشطات التي أغنت الكثيرين، وحولت آخرين إلى «قياد» كبار لا يشق لهم غبار، وهذه ألعاب وألاعيب أخرى. وستبلغ منا المازوشية مداها فنلتمس الأعذار للجميع لنوجّه أصابع الاتهام إلى الاتحاد الدولي لألعاب القوى، في إطار «نظرية المؤامرة» وكونهم حاسدين المغرب. وهذه لعبة نتقنها من أجل تبرئة المسؤولين الحكوميين من التردي الخطير الذي أصاب كل الميادين والمجالات ما شي غير الرياضة، لكلام اليوم عن الدوباج الرياضي. أما من «الدّوباج السياسي» فحدث ولا حرج...! ولعل وزير الرياضة والشباب وشي حاجة أخرى الجديد قد يتعرض لفحص دولي لأنه متهم بوضع «تيكيتة» حزبية على صدره في آخر لحظة باش يوصلوه بسرعة للمنصب و«اللصقة ديالها ما شدّاشْ» وبتناول أو تّمَّ حقنه بمنشطات و«دوبّاج» مجهد لأنه حطّم الرقم القياسي وبسرعة وفاقت سرعة العداء الجمايكي «بُولت»، سرعة أوصلته إلى منصة إدارة شؤون وزارة الرياضة، هو وحده من صعد إلى منصة «التتويج» سنرَى.