من المرتقب أن تشهد دورات مجلس عمالة فاس، خلال الولاية الحالية، شدا مستمرا بين المعارضة وأغلبية حزب الاستقلال، وذلك بعدما تمكن معارضون للعمدة شباط من الفوز في انتخاب مجلس العمالة يوم أول أمس الأربعاء. وعلى الرغم من أن الاستقلاليين قد أعلنوا بأنهم قد حققوا «الانتصار الكاسح» في هذه الانتخابات التي مرت في أجواء وصفت بالعادية، إلا أنهم سيواجهون معارضة كل من حزب العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية، إضافة إلى حزب الأصالة والمعاصرة. وينتظر أن تتكرر في دورات المجلس الإقليمي لفاس نفس المشاهد التي تشهدها كل دورة من دورات المجلس الجماعي بالمدينة، خصوصا بعدما تمكنت عدة أسماء معروفة بمعارضتها لطرق تدبير الشأن المحلي للمدينة من قبل الاستقلاليين من الوصول إلى المجلس. ومن بين هذه الأسماء نائب الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية، حسن بومشيطة وهو الذي لا يتردد في توجيه اتهامات سوء التدبير لخصومه الاستقلاليين، وحسن الشهبي الكاتب المحلي لحزب التقدم والاشتراكية، والذي وصف، في أكثر من مرة أحد رموز حزب الاستقلال بالمدينة ب«الإسكوبار». وكان حزب الاستقلال قد تقدم بلائحتين في هذه الانتخابات، الأولى تحمل رمز الميزان والثانية عبارة عن لائحة باسم اللامنتمين وتحمل رمز الكرسي. وفازت لائحة الميزان ب8 مقاعد، بينما فازت لائحة «الاستمرارية» ل«المستقلين» ب13 مقعدا. في حين فازت لائحة «معا من أجل التصحيح» والتي تحمل رمز العداء ب8 مقاعد حصد منها العدالة والتنمية 4 مقاعد والاتحاديون مقعدين، في حين لم يفز كل من حزب التقدم والاشتراكية والتجمع الوطني للأحرار إلا بمقعد لكل طرف. وأحصى محضر لجنة التحقق 159 ناخبا تغيب منهم اثنان فيما ألغي صوتان، وبلغ عدد الأصوات المعبر عنها 155 صوتا. ومن المنتظر أن تسهل هذه النتائج عودة الاستقلاليين إلى رئاسة المجلس الإقليمي لفاس، بالرغم من أن المعارضين قرروا ترشيح المحامي الحسين العبادي، عن حزب العدالة والتنمية، لخوض معركة التنافس لهذه الرئاسة. وبهذه النتائج، يكون الاستقلاليون قد حافظوا على جل المؤسسات المنتخبة التي كانت في حوزتهم، وذلك إلى جانب انتزاعهم لغرفة الصناعة التقليدية من الاتحاديين ولغرفة التجارة والصناعة والخدمات من التجمعيين. وفي الوقت الذي انتقدت فيه طرق «هيمنة» الاستقلاليين على المشهد السياسي بالمدينة، فإن العمدة شباط أشار في تغطية نشرت على موقعه الإلكتروني إلى أن هذه الريادة ترجع إلى «الحكامة الجيدة» في تدبير العلاقات بين أطر الحزب، قبل أن يضيف بأن الاستقلاليين يحضرون للاستحقاقات ب«عقلانية كبيرة وبمقاييس عملية تفضي إلى تحقيق النتائج المتوخاة».