«آش داني لاش مشيت»، «يا صاحب الشفاعة والنور الهادي»، «سولت عليك العود والناي»، «يا مراكش يا وريدة»، «كان عيونو كان»،» حبيبي لما عاد»، «فين غرامك»،... هي أغان من إبداع المطرب الراحل اسماعيل أحمد الذي منح الأغنية، في طابعها المغربي الأصيل، أجمل القطع التي تغنت بها أجيال الستينيات والتسعينيات. بين الأغاني العاطفية والوطنية، يسافر اسماعيل أحمد في دنيا الإمتاع إلى اللامنتهى، حيث تغنى بعاطفته وأرخ للحدث، وكان شاهدا باللحن والكلمة على وقائع تاريخية. وفي رأي العديد من المتتبعين لمسار اسماعيل، تعد أغنية «ناديني يا ملكي» محطة أساسية في الحياة الفنية للمطرب، تقول كلماتها: «طايع راضي نموت شاهد أنا وولادي نضحي بشبابي ونهدي عمري وماعندي في سبيلك يا بلدنا ناديني يا ملكي، يا حبيب الشعب تلكاني طايع، ناديني يا ملكي...» عن هذه الأغنية «ناديني يا ملكي»، يقول الملحن عبد الواحد التطواني الذي عايش اسماعيل أحمد لعدة سنوات واشتركا في أداء أغنية «ماشي عادتك هادي»، في تصريح ل«المساء»: «هذه الأغنية أرخ بها المطرب اسماعيل أحمد لحرب الرمال التي نشبت بين المغرب والجزائر في سنة 1963. هي أغنية كتبها حمادي التونسي ولحنها عبد القادر الراشدي. ومن ذكريات هذه الأغنية التي اشتهرت في تلك الفترة أن الأصوات التي رافقت اسماعيل أحمد في الغناء كانت تضم أعضاء من فرقة مسرح الإذاعة، ومن بينهم محمد حسن الجندي، عبد الله العمراني، محمد الأزرق، حمادي التونسي،...». ويحكي أحد الفنانين عن ذكريات هذه الأغنية قائلا: «بالموازاة مع حرب الرمال، ظهرت أغنية «ناديني يا ملكي»، في تلك اللحظة كان التلفزيون بالأبيض والأسود، وأتذكر أن المغني اسماعيل أحمد ظهر بجلباب (دراعية) واضعا فوق رأسه قبعة (طربوشا) ثلاثية الشكل، وهذا كانت له رمزيته. كما أتذكر أنه كان يحمل طفلا صغيرا ويقول: «نموت شاهد أنا وولادي». هذه الصور كانت ترافق مرحلة الحرب بين المغرب والجزائر». هو اسماعيل أحمد الذي يقول عنه الملحن والمطرب عبد الواحد التطواني: «اسماعيل فنان استثنائي، جمع بين الطرب والتلحين؛ وكان إحساسه صادقا. عايشته عن قرب، فأدركت أنه فنان كبير يعرف كيف يبدع في الأغنية المغربية، لهذا ليس غريبا أن أغانيه، في أغلبها، مازالت تردد بأكثر من صوت رغم مرور عقود على إنتاجها». خاض المطرب اسماعيل تجارب فنية عديدة، ابتدأت بدراسته في معهد المامونية بالرباط على يد عازف العود «زيتريف»، قبل أن يلتحق سنة 1952 بالمجموعة الموسيقية التابعة ل«راديو ماروك». محطة أولى ستمهد لمحطة أخرى بعد سنتين، سيلتحق خلالها اسماعيل بالمشرق في إطار بعثة فنية. هذه المحطة كانت مناسبة لتعميق مداركه ومعرفته في المجال الموسيقي؛ إذ في فترة لم تتجاوز الثمانية أشهر، استطاع الشاب اسماعيل أحمد أن يحصل على شهادة التقدير من أكاديمية القاهرة، شهادة ستفتح له آفاقا فنية أخرى. كما كانت للفنان الراحل تجربة خاصة مع الكمان، إذ تألق باشتغاله عازفا على هذه الآلة في سوريا أمام أسماء كبيرة لعازفين اشتغلوا في فرقة كوكب الشرق أم كلثوم، من بينهم أحمد الحفناوي. مرت السنتان وعاد الشاب الطموح إلى المغرب، ودشن هذه العودة بتقليده لأغنية «توبة» للفنان عبد الحليم حافظ بشكل أثار انتباه المهتمين بالموسيقى في المغرب، وكانت تلك بوابة قادته نحو فرض الذات وإهداء المغاربة أجمل الأغاني. هي أغان كثيرة تختزل مسار أكثر من أربعة عقود من الإنتاج والإبداع، من بينها: «سولت عليك العود والناي»، «صاحب الشفاعة»، «لو كلتي»، «يا مراكش يا وريدة»، «ابتسم يا غزالا»، «طيف الحبيب»، «كان عيونو كان»، «فين غرامك»، «بين الضلوع قلبي اشتكى»، «القطب الرباني»، «ماشي عادتك هادي»، «اللي بغيتو بغاني»، «الأسمر معذبني»، «خفة الرجل»، «حبيبي لما عاد»، «هجرك قاسي»، «طولت الغيبة علينا»، «الغيرة»، «يا السايل علي»،..