أظهرت دراسة حديثة أن الشموع يمكن أن تكون مصدرا لتلويث الهواء في الغرفة، من خلال بعثها عدداً من الغازات السامة، كالتولين والبنزين، فيما لا تحدث بعض الشموع تأثيرات تذكر. وتعتبر الشموع المصنعة من «البارافين» أشد الأنواع في إنتاج الغازات الضارة، فيما لا تشكل تلك المصنوعة من الصويابين، أو شموع النحل أي ضرر، وفقا للدراسة التي أجراها باحثون في جامعة كارولينا الجنوبية. البرافينات الشمعية فيها أيضا نوع يستخدم في الصناعات الغذائية، فتضاف إلى الحلويات لتجعلها تبدو براقة. ورغم أنها صالحة للأكل, فإنها لا تهضم، فهي تسير خلال الجسم بدون أن يحدث لها تكسير. الأنواع الأخرى من البرافينات يمكن أن تحتوى على زيوت وشوائب قد تكون سامة، أو مضرة بالصحة. وغالبا ما يستخدم خليط البرافينات التي تحتوى على شوائب في حمامات الشمع وأغراض التجميل والعلاج. ولا تستخدم البرافينات كثيرا لعمل قوالب الصب، لأنها هشة نسبيا في درجة حرارة الغرفة ولا يمكن تقسيمها بدون أن تتكسر، والشموع الطرية القابلة للتشكيل مثل شمع النحل هي المفضلة في عمل القوالب. وقال الباحثون إن إضاءة شمعة واحدة، قد لا يسبب مشكلة، لكن إضاءة عدد منها في مكان يفتقر للتهوية الجيدة، قد يعمل على الإصابة بالربو، أو التسبب في أنواع من الحساسية. وذكر جورج ثيرستين، أحد الخبراء في فريق بحث الدراسة، أن «بعض الشموع أقل تأثيراً من غيرها، لكن الموضوع يحتاج إلى المزيد من الأبحاث». وحث ثيرستين الناس على الحذر بشأن أنواع الشموع المستخدمة، أو المكان الذي يمكن فيه إضاءة الشموع، باعتبارها مصدراً لغازات الكبريت التي تنتشر في مكان إشعالها. وتابع ثيرستين قائلا: «بما أن الإنسان لا يمكن أن يضع حياته مقابل إشعال شمعة، فإن عليه محاولة تقليل استهلاكه للشموع قدر الإمكان، وإذا ما أشعلت الشموع داخل البيت، فيجب الإبقاء على مراوح الشفط في البيت عاملة». وليست الشموع وحدها، مصدر التلوث الوحيد داخل منازلنا، وفقاً لما ذكر الباحث ديفيد روسينستريتش، فأدوات التنظيف وبخاخ الشعر وغيرها، كلها مواد تساهم في تلويث البيئة الداخية. وقال روسينستريتش: «نحن نعيش في بيئة مليئة بالملوثات والمواد الكيميائية، بسبب استخدام الناس آلاف المنتجات، ولا يعني وجود هذه المنتجات على أرفف المحلات الفاخرة أنها آمنة». ويمثل البترول أكبر مصدر مستقل للمواد الشمعية الهيدروكربوني والذي يتواجد عادة في الأجزاء الثقيلة للزيت الخام (ذات درجة غليان أكثر من 350 درجة مئوية) ويعتبر الشمع البترولي مصدراً ممتازاً للمواد الخام اللازمة لتصنيع عدد كبير من المواد الكيميائية ذات الاستعمالات المختلفة ابتداء من دهانات الأحذية وانتهاء بالمواد الداخلية في إعداد وجبات الطعام لرواد الفضاء خلال رحلاتهم.