فند المعارض الجزائري جمال الدين حبيبي الرواية الرسمية الجزائرية بكشفه عن معطيات جديدة بشأن الحرب التي نشبت بين المغرب والجزائر سنة 1963، سنة واحدة بعد استقلال الجزائر، والمعروفة في التاريخ ب «حرب الرمال». وجمال الدين حبيبي الذي كان مجاهدا خلال حرب التحرير وسيناتورا سابقا، قال لجريدة «الخبر»الجزائرية في عددها الأسبوعي، إن المغرب لم يهاجم الجزائر في عام 1963 كما تدعي ذلك الرواية الرسمية الجزائرية. وجاء في الصحيفة أن جمال الدين حبيبي «شدد على أن بن بلة ادعى ذلك وصرخ «حقرونا» لإيقاف الصراع الدائر على السلطة بين الولايات الموالية لقيادة الأركان والولايات الموالية للحكومة الجزائرية المؤقتة، موضحا أنه «لا المغرب ولا تونس كانا قادرين على مهاجمة الجزائر». وعلق الموساوي العجلاوي، أستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية بالرباط على هذه الحقيقة قائلا إن سؤال من بدأ الهجوم في حرب الرمال هو سؤال من الصعوبة الإجابة عليه، لأنه يتعين وضع هذه الحرب في إطار سياق جزائر ما بعد حصولها على الاستقلال سنة 1962. وأضاف العجلاوي في اتصال مع «المساء» صباح أمس الأربعاء، أن ما وقع سنة 1963 كان ردة فعل مغربية على تجاوزات جيش التحرير الجزائري وتغلغلها في التراب الوطني، مشيرا إلى أن حرب الرمال «كانت تحصيل حاصل لمرحلة ما بعد استقلال الجزائر». وبخصوص الصراع الداخلي الذي شهدته الجزائر بعد الاستقلال، قال الموساوي العجلاوي إن الجميع يعرف أن كل ثورة ناجحة تمر بمرحلة انتقالية تقع فيها تصفيات وصراعات من أجل التحكم في السلطة، وهذا الأمر هو ما وقع في الجزائر، مثل الصراع الذي جرى بين أحمد بن بلة وهواري بومدين، والذي انتهى باستيلاء هذا الأخير على السلطة ورمى ببن بلة في غياهب السجن. وعلى صعيد آخر، كذب جمال الدين حبيبي عدد الشهداء الذي تعلن عنه الرواية الرسمية الجزائرية، والتي مفادها أن عدد الشهداء خلال حرب التحرير ضد المستعمر الفرنسي بلغ مليونا ونصف مليون شهيد. وقال «رقم مليون ونصف مليون شهيد كذبة، مضيفا «أنه سبق أن طرح الموضوع على جهات عليا، فكان الجواب هو أن الوقت تأخر لمراجعة هذا الرقم».