عبر بعض سكان قرية بنصميم، بإقليمإفران، عن تخوفهم من عدم وفاء الشركة الفرنسية بتوظيف شباب المنطقة الذين يعانون من البطالة والفقر والتهميش، خاصة أن الشركة تنهي اللمسات الأخيرة لانطلاق عملها خلال شهر شتنبر المقبل. وأكد العديد منهم، في تصريحات متطابقة ل«المساء» أن السكان ينتظرون تنفيذ الوعود التي قدمت إليهم خاصة بعد زيارة عامل إقليمإفران لهم وتقديم وعود بأن حقوقهم لن تضيع مقابل تهدئة الوضع وعدم الاستمرار في الاحتجاج على وجود الشركة الفرنسية التي فوت لصالحها الاستغلال التجاري لمياه عين بنصميم. وفي هذا الصدد، قالت يامنة حسيوة، فاعلة جمعوية، إن وجود الشركة بالمنطقة حسم نهائيا، وما يهمنا بالدرجة الأولى هو عدم نقص الماء وتوظيف شباب القرية وأن تكون لهم الحظوظ الأقوى. وقالت حسيوة «نحن ننتظر تنفيذ الوعود التي قدمها لنا عامل إقليمإفران، وأن تستفيد الزواية من المشروع أيضا». ومن جهته أوضح، نيكولا أنتاكي، مدير شركة تعبئة المياه ببنصميم، أن المشروع سينطلق قريبا، مشيرا إلى أن توظيف العاملين بالشركة سيكون عن طريق الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات «لانبيك» بأزرو التي أنشئت حديثا وذلك بناء على توصية من عامل إقليمإفران. وقال أنتاكي، في تصريح ل»المساء» إن «لانبيك» ستساعد الباحثين عن عمل، لذلك يتعين على كل راغب في العمل لدى الشركة أن يضع طلبه لدى وكالة التشغيل التي ستختار لنا الأشخاص الذين يناسبون احتياجاتنا». وأضاف قائلا «ما دمنا لم نشرع بعد في العمل فإنه من غير الواقعي التنبؤ بشيء، ورغم ذلك يمكننا إن نقول أن الوظائف سيحددها منحى المبيعات، وإن سكان قرية بنصميم في أغلب الحالات هم المستفيدون الأساسيون من مناصب الشغل». وبين أن عدد المستخدمين سيحددهم عدد المبيعات، وهذه الأخيرة هي التي ستحدد معدل الإنتاج الذي بدوره سيكون حاسما في عدد الموظفين. وخلف انطلاق إنجاز مشروع تعبئة ماء عين بنصميم من طرف شركة فرنسية سنة 2007، ردود فعل في أوساط الساكنة، التي يزيد عددها عن 4000 نسمة، فاحتجوا على وجود الشركة، التي اعتبروها تهدد مصدر الماء الوحيد لهم ولمزروعاتهم وماشيتهم، إذ نظموا عدة مظاهرات ووقفات احتجاجية تحولت إلى مواجهات دامية بين السكان والقوات المساعدة والدرك الملكي، ما خلف العديد من المصابين، واعتقلت السلطات سبعة من السكان تمت محاكمتهم، ووصل صدى قرار تفويت العين إلى خارج المغرب، ما دفع نائبة في البرلمان الفرنسي إلى بعث رسالة إلى الوزير الأول المغربي تثير فيها انتباهه إلى محنة سكان بنصميم من الشركة الفرنسية التي تريد استغلال ماء العين..