هدد سكان قرية بنصميم بالنزوح الجماعي ومغادرة القرية بسبب أزمة نذرة المياه، التي تزداد حدتها بحلول فصل الصيف، معبرين عن استيائهم مما وصفوه بالوضع المقلق الذي يلازمهم جراء استمرار أشغال مشروع تعبئة ماء العين من قبل شركة فرنسية. وفي السياق ذاته، طالب العديد من سكان الزاوية، في تصريحات لـالتجديد بزيارة ملكية من أجل إنصافهم، وضمان حقوقهم، والحيلولة دون استمرار المشروع الذي قالوا إنه يهدد مصدر الماء الوحيد لهم ولمزروعاتهم وماشيتهم. واختار سكان القرية، الموجودة بإقليم إفران، نصب خيمة وتعليق لافتات كتب على بعضها سكان زاوية بنصميم يطالبون بالزيارة الملكية، وعدلكم يا أمير المؤمنين عدل الفاروق به شعبكم يضمن الحقوق. كما اختار سكان القرية الآية الكريمة أَفَرَأَيْتُمُ المَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ، أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ المُزْنِ أَمْ نَحْنُ المُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ كشعار لهم. وعلى الصعيد نفسه، أكد إدريس خيلي، رئيس جمعية الشرفاء بنصميم، أن مشكل الماء تفاقم بشكل كبير جدا خاصة خلال الصيف، إذ يعيش السكان يوميا مع ضعف صبيب المياه. حيث أوضح، في تصريح لـالتجديد، أن معاناة السكان ستتفاقم مع بداية المشروع، الذي يأمل أن يتوقف استجابة لرغبة الساكنة.وقال خيلي مازال لدينا الأمل في أن نجد حلا، خاصة أن عامل الإقليم أخبرنا خلال شهر أبريل الماضي، بأن جلالة الملك وصلته رسالتنا، وأنه أخبر العامل بأن يخبرنا أن حقوقنا لن تضيع.وتعيش القرية خلال هذا الصيف مشاكل عدة، إذ تضررت الفلاحة، وانقطع الماء عن المنازل، ما دفع العديد منهم إلى جلب الماء من منبع العين على ظهر الدواب.وأكد عبد السلام فاضلي، فلاح، أن خسارته هذه السنة تصل إلى 6 مليون سنتيم، بسبب الجفاف، موضحا أن الحمام يتوقف أحيانا بسبب قلة المياه.ومن جهته، قال عبد السلام الحسن، من سكان القرية، أفكر في مغادرة القرية، لأن مدخولي كان يعتمد على الفلاحة، غير أن نذرة الماء دفعتني لأتوقف على عملي، مضيفا وضعنا صعب قبل بداية المشروع، أما إذا بدأ، فيمكن أن نصل حينها إلى مرحلة الموت لأنه حينها لا الإنسان ولا الحيوان سيجد الماء الكافي من أجل العيش. وأدى هذا الوضع إلى الازدحام الشديد على السقاية الموجودة بالقرية، إذ تراجع صبيبها بنسبة كبيرة، ما يجعل ملأ قارروة من فئة خمس ليترات يتطلب حوالي ساعة من الزمن. وقالت حورية، امرأة من المنطقة إن جل المنازل لا يصلها الماء، إلا في ساعات متأخرة من الليل، خلال فصل الصيف، وهناك منازل لا يصلها الماء أبدا، متسائلة عما سيؤول إليه الوضع بعد بداية المشروع. ولم تجد حورية سوى التعليق بالقول أوكلنا أمرنا إلى الله، ولن نسامح أبدا مع من كان سببا في جلب مشروع تعبئة المياه من العين الوحيدة التي نعتبرها هي الحياة.هذا، وقد سبق لرئيس جماعة بنصميم، في تصريح سابق لـالتجديد أن نفى حصول أي ضرر يمكن أن يلحق ساكنة قرية بنصميم جراء إنجاز مشروع تعبئة ماء العين من طرف الشركة الفرنسية. يذكر أن ساكنة بنصميم سبق أن نظمت عدة تظاهرات ووقفات احتجاجية، تحولت إلى مواجهات دامية بين السكان ورجال الدرك والقوات المساعدة، خلفت العديد من المصابين، واعتقلت السلطات على إثرها سبعة من سكان القرية وتمت محاكمتهم. ووصل صدى قرار تفويت عين بنصميم إلى خارج المغرب لدرجة أن نائبة في البرلمان الفرنسي قررت طرح القضية على البرلمان الأوروبي، وبعثت رسالة إلى الوزير الأول المغربي تثير فيها انتباهه إلى محنة سكان بنصميم من الشركة الفرنسية التي تريد استغلال ماء العين.