ليلة الاثنين 3 غشت وعلى الساعة التاسعة ليلا، لم يوفر منشط إذاعي فرنكفوني كل الكلمات الجارحة ليقولها في حق أبناء الفقيه بنصالح، هذا المنشط الإذاعي معروف بدردشاته الغريبة مع الفتيات القاصرات، فما إن اتصلت به فتاة من الفقيه بنصالح حتى بادر بسؤاله أو أصابه حدسه كونها، أي الفتاة، لا بد أن يكون فرد من عائلتها مهاجرا إلى إيطاليا، وعندما أجابته الفتاة بالنفي حتى تعجب وأبحر مع الفتاة فيما يشبه السب العلني لمهاجري «الفقيه بنصالح بإيطاليا». الموضوع الذي تفنن فيه هذا الإذاعي «المفرنس» مع الفتاة هي ظاهرة الزواج الذي يمارسه العائدون من إيطاليا من أبناء الفقيه بنصالح وفي الصيف، أي زواج المتعة من قاصرات المدينة وتطليقهن بمجرد العودة إلى إيطاليا وتركهن عند الآباء معلقات بين السماء والأرض. أما ما جادت به قريحة هذا المنشط العبقري فهي إشارته إلى أبناء الفقيه بنصالح بمصطلح العروبية، والمشتاق إلى ذاق، ومن الحمارة للطيارة، وكون هؤلاء المهاجرين البدويين لا يستحقون السيارات الفارهة، و«القرطاسة»، والزيبرة، والحولية إلى غيرها من أنواع السيارات المختلفة التي بمجرد ما يلمحها آباء الفتيات المخطوبات حتى يوافقون بدون تردد على تزويج بناتهم بمهاجري إيطاليا. في الحقيقة إن المتتبع لهذه الحلقة يصيبه الذهول وهو يستمع إلى شتائم هذا المنشط، إلى درجة بدت معها مدينة الفقيه بنصالح منطقة منعزلة لا تنتمي إلى وطننا، وبدا حسب المنشط المفرنس وكأن أبناء الفقيه بنصالح مجرد كائنات أتت من فضاء آخر، وكأن أبناء هذه المدينة ليسوا من أبناء جلدة المنشط الغريب الأطوار الذي سمعت قهقهاته التهكمية. يقع هذا في الوقت الذي تتكلم فيه جهات حول تتبع ما يقدم في المحطات الإذاعية، في وقت يتحسر فيه آخرون على مغرب كان قديما لا يتوفر إلا على الإذاعة المركزية بالرباط والإذاعة الجهوية لمدينة طنجة، ومع ذلك عاش المستمع المغربي بصحبة المذياع برامج جيدة يشرف عليها مذيعون شهيرون، ولا بأس بذكر سعيد الزياني، امحمد الجفان، بنعيسى الفاسي، رشيد الصباحي، أمينة السوسي، خالد مشبال، امحمد البوكيلي وغيرهم من نجوم الميكروفون، ورحم الله من عاش وعرف قدره.