اعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، أن الدول المطلة على الساحل الأطلسي أصبحت معرضة لعدد متزايد من «التهديدات والمخاطر الأمنية» كالأنشطة المتزايدة للقرصنة البحرية، التي تجاوزت المياه الصومالية لتشمل عددا من المياه الإقليمية لدول الغرب الإفريقي، بالإضافة إلى «تنامي دور عصابات ترويج المخدرات، التي باتت تتحكم حتى في بعض الأنظمة السياسية لدول إفريقية»، داعيا حكومات هذه البلدان إلى مزيد من العمل المشترك للوقوف ضد هذه التحديات. وأشار الفاسي الفهري، الذي كان يتحدث إلى الصحافة، صباح أمس الثلاثاء بالرباط، على هامش انعقاد الاجتماع الأول لوزراء خارجية الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، إلى «أن الإكراهات المتعددة المفروضة على دول المنطقة تتطلب من هذه الأخيرة صياغة حلول ناجعة في إطار نظرة إفريقية تأخذ بعين الاعتبار طموحات الدول الإفريقية ونظرتها إلى القضايا التي تهمها، وهو الأسلوب الأفضل للتعاون مع الشركاء الأوربيين والأمريكيين الذين يطلون هم أيضا على المحيط الأطلسي». وكانت أشغال هذا الاجتماع، الأول من نوعه بين وزراء خارجية الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، انطلقت أول أمس الاثنين، وينتظر أن تختتم بندوة صحافية مساء يوم الثلاثاء. وأضاف الفهري «أن التعاون بين دول المنطقة يمكن أن يشمل العديد من المجالات، كالصيد البحري والتنمية المستدامة ومحاربة التلوث وفي مجال الملاحة البحرية»، مؤكدا على أن التعاون في المجال الأمني هو «ضرورة تمليها التحديات الأمنية المفروضة على المنطقة، خاصة على مستوى الجريمة المنظمة والقرصنة التي لم تعد تقتصر على الصومال في الشرق الإفريقي، بل وصلت إلى خليج غينيا وأنغولا وبلدان أخرى في الغرب الإفريقي». وفي سياق ذلك، أشار ممثلو ورؤساء دبلوماسيات الدول المشاركة في الاجتماع إلى «أن حجم وخطورة التحديات المختلفة التي باتت تعرفها دول المنطقة، أصبحت تفرض عليها إعطاء الأولوية للعمل المشترك، أكثر من أي وقت مضى، من أجل صياغة سياسة جماعية كفيلة بالتغلب على كل العراقيل التي تهدد أمن هذه الدول، من جهة، ومن جهة أخرى، تحول دون تقدمها في مجال التنمية»، داعين إلى البحث عن آليات للتعاون والعمل المشترك بين دول المنطقة، من أجل الوصول إلى حلول لمختلف هذه التحديات والتهديدات التي تواجهها المنطقة. وشارك في هذا اللقاء ممثلو ووزراء خارجية دول البنين والكاميرون والرأس الأخضر وكوت ديفوار وغامبيا وغانا وغينيا وغينيا الاستوائية وليبيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وساو طومي وبرينسيبي والسنيغال والطوغو وأنغولا والكونغو وموريتانيا ونيجيريا والغابون، إضافة إلى المغرب. وخلص وزير الخارجية، الفاسي الفهري، إلى أن وجود ثروات مهمة في دول الساحل الأطلسي كالبترول والغاز الطبيعي والمعادن الثمينة، يوازيه أيضا وجود مخاطر جمة تهدد هذه الدول، مما ينبغي معه العمل في إطار تضامني ومشترك بينها، في إطار منتدى يحترم التصور الإفريقي، وهو ما يعمل من أجله المغرب الذي تربطه بدول القارة الإفريقية علاقات قوية، يؤكد الفاسي.