ألقى رجال الشرطة القضائية بالناظور، يوم الأربعاء الماضي، القبض على أحد المتهمين بتزعم شبكة دولية لتهريب المخدرات. ووصفت المصادر هذا المعتقل والذي يلقب ب«تيتو» ب«الصيد الثمين»، معتبرة أنه يرتقب أن يمهد هذا الاعتقال للإطاحة برؤوس أخرى في نفس الشبكة. ويأتي هذا الاعتقال بالتزامن مع إخلاء سبيل ما يقرب من 17 معتقلا في إطار ما يعرف بشبكة الناظور لتهريب المخدرات، وإنهاء التحقيقات التفصيلية في ملف ما يقرب من ال100 معتقل، ضمنهم رجال أمن ودركيون وعسكريون ومحامون تم اعتقالهم منذ شهر يناير الماضي. ويمهد هذا الإجراء لقرب إحالة الملف على الجلسات العلنية للمحكمة. وكان «تيتو»، طبقا للمصادر، من المتهمين بالاتجار الدولي في المخدرات الذين حيروا أجهزة الأمن بسبب إتقانه للتخفي وتفاديه الظهور في الأماكن العمومية. ولم يفد صدور عدة مذكرات بحث في حقه في وضع اليد عليه. لكن توصل رجال الشرطة القضائية، ليلة الأربعاء/الخميس الماضي، بإشعار يخبرهم بأن «تيتو» يوجد بمنزل بحي ترقاع بالناظور دفعهم إلى إعداد خطة أمنية مستعجلة لإلقاء القبض عليه. وقد عمد رجال الأمن إلى محاصرة المنزل، دون استبعاد اللجوء إلى إطلاق النار في حال وجود مقاومة عنيفة. وتمكن هؤلاء الأمنيون من السيطرة على الوضع وإلقاء القبض على متهم يوصف بأنه من «العيار الثقيل» لمهربي المخدرات من المغرب. ويبدو أن اعترافات المتهم «تيتو» كانت وراء انتقال رجال الأمن إلى بلدة كتامة لاعتقال «ع. ث.»، وهو مقرب من رئيس جماعة ثلاثاء كتامة. مساء يوم الجمعة الماضي، وهو يشارك أهله في احتفالات أقاموها على شرف رئيس جماعتهم الجديد. وبالرغم من عنصر المفاجأة التي اقتحم بها رجال الأمن الفندق الذي احتضن هذه الاحتفالات بمركز هذه الجماعة القروية التي تلقب ب»عاصمة الكيف» بالمغرب، فإن أعضاء آخرين يرجح أن تكون أسماؤهم وردت في نفس الملف قد تمكنوا من الفرار عبر الباب الخلفي للفندق. وبغض النظر عن هذا الاحتفال، الذي تزامن واحتفالات عيد العرش، فإن «الكتاميين» لم يتمكنوا، هذه السنة، من الاحتفال بموسم «تدغين» السنوي والذي ينظم نهاية شهر يوليوز من كل سنة بسبب الاعتقالات التي شنتها السلطات في يناير الماضي في حق بعض المنحدرين من المنطقة والمتهمين ب«دعم» رئيس جمعية الريف لحقوق الإنسان لدعم حملات «تسفيه مجهودات الدولة لمحاربة المخدرات على الناظور مقابل غض الطرف على كتامة». وتحول هذا الموسم في الآونة الأخيرة إلى مهرجان تنظمه جمعية كتامة للتنمية والبيئة والثقافة، وهي جمعية يترأسها عياد الحضراتي، أحد رجال الأعمال المعتقلين على خلفية اتهامه ب»دعم» شكيب الخياري. وكانت هذه الجمعية قد استعانت بشراكة مع مؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومؤسسة اتصالات المغرب ووكالة تنمية أقاليم الشمال من أجل تمويل هذا المهرجان الذي حضره ما يقرب من 900 فقيه ينتمون إلى مختلف دواوير المنطقة في السنة الماضية.