تستمر الاحتفالات الدينية ليهود المغرب بموسم أضرحة «أولاد بن زميرو السبعة» بمدينة آسفي وسط إجراءات أمنية مشددة، خاصة وأن المدينة تستقبل الآلاف من يهود المغرب عبر العالم قادمين خصيصا لحجهم السنوي من بريطانيا وكندا وإسرائيل وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية. ولمواكبة هذا الحدث الديني السنوي، فإن استعدادات أمنية واستخبارية استثنائية يتم تخصيصها مع كل سنة لتغطية الحدث وتأمينه من كل أخطار محتملة، ومن ذلك اتخاذ إجراءات تنظيمية احتياطية مشددة تم بموجبها غلق المنافذ والطرقات العمومية المؤدية إلى مجمع أضرحة أولاد بن زميرو ومنها شارع ابن باديس وشارع المولى إدريس الأول. يقوم أفراد من الشرطة والأمن بمنع المواطنينمن التوجه نحو مكان الاحتفالات مع التحقق من هويتهم إلى درجة أنهم يطلب منهم الولوج إلى مساكنهم عبر مداخل بعيدة، في وقت يتم فيه منع ارتياد المواطنين لمقهى يقع بجانب الأضرحة، ولقد جرت العادة منذ حوالي 15 سنة على الاحتفال بليلة «الهيلولة» بمزارات أولاد بن زميرو بمبادرة من الطائفة اليهودية الآسفية وبدعم وتشجيع من المؤسسات الدينية الإسرائيلية العالمية التي استثمرت في أرض كانت قبل ذلك خلاء وحولتها إلى مجمع ضخم يمتد على حوالي 8 آلاف متر مربع واستنسخت مدخلا وسورا من الهندسة البرتغالية لإسدال مرجعية تاريخية على المزارات. هذا وتقتضي تقاليد وأعراف حج بن زميرو أن يأتي اليهود ليتبركوا بكرامات أبراهام بن زميرو، الذي يُقال إنه مدفون بالمكان برفقة أشقائه وأبنائه، حيث تفيد النصوص التاريخية بأنه هاجر إسبانيا في القرن السادس عشر للاستقرار بالبرتغال ومنه تم طرد اليهود ودخلوا مدينة فاس قبل أن يغادرها أبراهام بن زميرو للعيش بمدينة آسفي وبها سيتقمص أدوارا سياسية ودبلوماسية نافذة مع الإمبراطورية البرتغالية التي كانت تحميه عسكريا مقابل قيامه بتثبيت التواجد التجاري والعسكري بالمدينة. وتشهد احتفالات ليلة «الهيلولة» التي تقام مساء يوم السبت، بالدعاء والتبرك أمام توابيت الأضرحة بكرامات أولاد بن زميرو لصالح المرضى والحوامل والمعوزين والعزاب، وتنتهي الليلة بعشاء فاخر يتم سقيه بماء حياة مجلوبة بشكل مخصوص من معاصر التين المجفف بإسرائيل، في حين تقفل الاحتفالات بمزاد علني للشموع المقدسة تُهدى تبركا إلى كبار الحاخامات، وهي العملية التي تصل فيها أثمان شموع عادية إلى عشرات الملايين من السنتيمات.