في الصورة يهود يحيون إحدى مواسمهم الدينية في المغرب أحيى أفراد الطائفة اليهودية بضريح أولياء بن زميرو السبعة بآسفي حفل الهيلولة السنوي الخاص بالترحم والتبرك والذي يحضره اليهود المغاربة من مختلف ربوع المعمور. "" وككل سنة، عاش أفراد الطائفة اليهودية منذ يوم الجمعة، بمناسبة هذا الحفل، لحظات دينية وروحية توزعت بين الصلاة والدعاء والتبرك وإيقاد الشموع. وتميز، أمس الأحد، وهو آخر الأيام في هذه الاحتفالات ، بتنظيم حفل استقبال حضره، علاوة على الحجاج، مسؤولون مغاربة في المدينة، إضافة إلى ممثلي السلطات المحلية وشخصيات أخرى. وعرفت المناسبة حضورًا قويًا لليهود المغاربة من رجال الأعمال، الذين يتوافدون على آسفي من كل أقطار العالم (من فرنسا وكندا وسويسرا وبريطانيا ودول أخرى). ويعكس الحرص الموصول لأفراد الطائفة اليهودية المغربية على الحضور المنتظم لهذا الموعد الديني وتجشم مشاق المجيئ اليه من بلدان قصية، مدى ارتباطهم بوطنهم الأم باعتبارهم جزءا أصيلا من هويته الدينية والحضارية والثقافية. وإلى جانب الطابع الروحي والديني لهذا الاحتفال السنوي الذي يشهده ضريح أولياء بن زميرو السبعة، فإنه يعد كذلك فرصة لأفراد الطائفة اليهودية لصلة الرحم بالوطن وتقوية الروابط والوشائج التي تربطهم به والعمل على استمرارها. واحتضن المغرب منذ زمن بعيد عددًا من اليهود الأصليين والنازحين من الأندلس، الذين لهم اليوم أبناء وأحفاد في شتى أنحاء العالم، يتحكمون في مراكز القرار السياسي والعلمي والمالي. وتبين الإحصائيات الرسمية، أن يهود المغرب كان يصل عددهم 226 ألف نسمة في عام 1947، غير أن هذا العدد بدأ يتناقص ليصل إلى 2007 آلاف عام 1951، ثم إلى 160 ألفا عام 1960، وإلى 14 ألف نسمة عام 1989.