أشر عباس الفاسي، الوزير الأول، على طلبات العديد من وزراء حكومته المتعلقة بالعطلة السنوية، التي سيشرع فيها هؤلاء ابتداء من 3 غشت القادم. وستمتد مدة هذه العطلة السنوية عشرة أيام، وقد تم تقسيم فترة غشت بين الوزراء ال 33 المشكلين لحكومة عباس الفاسي، حيث إن هناك من الوزراء من سيخلد للراحة مباشرة بعد الانتهاء من احتفالات عيد العرش وهناك من الوزراء من عليهم الانتظار إلى الأسبوع الثاني من غشت وإلى حين انتهاء زملائهم من الاستفادة من عطلتهم السنوية. ووفقا لمصادر متطابقة، فإن العديد من الوزراء يفضلون قضاء فترة عطلهم بمدن الشمال، كما هو الشأن بالنسبة لمحمد عبو وزير تحديث القطاعات العامة، الذي اختار مدينة تطوان لقضاء عطلته السنوية رفقة أفراد عائلته الصغيرة، على أمل أن يستريح قليلا من أعباء ملف الحوار الاجتماعي مع المركزيات النقابية الذي أسدل الستار على جولته الأخيرة بدون أن يلقى أي رضا من قبل الفرقاء الاجتماعيين. وفي الوقت الذي اختار فيه عدد من الوزراء الآخرين التوجه نحو الدول الأوربية خاصة الجنوب الاسباني لقضاء عطلهم السنوية، أكد توفيق احجيرة وزير الإسكان والتعمير أنه اضطر هذه السنة لقضاء عطلته السنوية بمقر إقامته بالرباط، والسبب في هذا الاختيار، كما أسر بذلك في تصريح ل «المساء»، هو التزاماته العائلية التي فرضتها ظروف تمدرس ولديه في الخارج اللذين سيحلان خلال هذه الفترة بالمغرب وطلبا منه المكوث بمقر سكناهم بالرباط حتى يسترجعا حنين العائلة الذي افتقداه في بلاد الغربة. وحسب عبد الهادي التازي المؤرخ وعضو أكاديمية المملكة، فإن العطلة عند الوزراء ارتبطت في التقاليد والأعراف المخزنية بالأعياد الدينية الثلاثة، وهي عيد الفطر وعيد الأضحى وذكرى المولد النبوي، حيث كان يسمح لهؤلاء بالخلود إلى الراحة مباشرة بعد الانتهاء من الطقوس التي يقيمها ملك البلاد بمناسبة هذه الأعياد. ويلاحظ عضو أكاديمية المملكة في تصريح ل « المساء» أن الوظيفة العمومية اليوم قننت مسألة العطلة عند الجميع ولم تعد شأنا خاصا بتحركات الملك كما كان في السابق. فالملك عندما كان يتحرك كان يصطحب معه جهازا إداريا بأكمله بمن فيهم الوزراء. ورغم ذلك يشير عبد الهادي التازي إلى أن عطل المسؤولين والوزراء تتفاوت بين مسؤول وآخر، فهناك وزراء تلقى على عاتقهم ملفات كبيرة يتوقف عليها أمر المملكة ولا يمكن أن يخلدوا إلى الراحة على نفس المنوال والشاكلة التي يسمح بها لباقي المسؤولين كما هو الشأن بالنسبة لقطاع الداخلية والأمن والمرافق الحساسة. وبالنسبة للفروق التي تسجل عن عطل المسؤولين والوزراء بين الزمن الماضي والحاضر، أوضح التازي أن العطل في السابق كانت ترتبط بشكل خاص بالمناسبات الدينية أو حينما يقر رئيس البلاد ذلك وقد تربط هذه العطلة بزيارة إحدى الشخصيات للملك أو بمناسبة حلول شهر رمضان، وتأخذ العطلة صبغة خاصة بحيث تصرف في مطالعة بعض الكتب أو القيام ببعض الأعمال الخاصة، وتخضع هذه العطلة للرغبة العليا لسيد البلاد.