سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سياسيون ورياضيون وإعلاميون يلجأون إلى الشعوذة والسحر لتحقيق أمانيهم من السياسيين من يضع «الحرز» في خاتمه حتى لا يٌفضح ومنهم من يفضل وضعه في محفظة نقوده!
لطالما تروى قصص وحكايات حول تعاطي الوزراء والسياسيين للسحر والشعوذة، وأصبح من باب المزاح أن يقال إن «السياسي الفلاني يمارس الرياضة الوطنية»، أي يركض وراء «الفقها» والعرافات إما بحثا عن الخلود في مناصبهم أو طلبا للتمتع ب«الهيبة» وسط محيطهم. ولكن تبقى هذه المعطيات مثل «حس العقارب» التي لا يراها أحد، وفي بعض الحالات يشاهدها أولو قربى المعنيين أو الذين يتوسطون بين «الشخصيات الهامة» وبين «فقهائهم»، فكم من سياسي له «فقيهه الخاص» الذي يغدق عليه المال كلما تحققت أمانيه وأحلامه. شأنهم في ذلك شأن «فرعون» كبير السياسيين الذي كان يؤمن إيمانا قويا بمفعول السحر فبعث الله له موسى لإبطال السحر ومحاصرة سحرته. يوجد بالعاصمة الإدارية العديد من «العرافات والسحرة، أو ما يصطلح عليهم ب«الفقها» الذين يعدون وصفاتهم السحرية، للوافدين عليهم من تمائم «الحروزة أو الحجابات»، و«بخور» وغيرها، ل «تقيهم» شر حاسد إذا حسد، أو تحقق لهم مبتغاهم ورغباتهم التي يصبون إليها في الحياة، ومن بين هؤلاء «فقها» يقطنون في أحياء راقية، لا يلجأ إليهم إلا الذين نالوا حظهم من المال والجاه سواء كانوا وزراء أو سياسيين أو إعلاميين. «كل واحد وجنونو» قصة أشبه بحكاية ألف ليلة وليلة، رواها ل«المساء» وزير سابق، تتعلق بشخصيتين عموميتين، واحد كان وقتها وزيرا والآخر وزيرا سابقا، نشب بينهما خلاف حول من له الحق في الاستفادة من خدمات «فقيه» متمكن، وكل واحد يدعي أحقيته وأسبقيته في الحصول على «البركة» ورد «العين والشر»، وشعرا معا بأن «جالب حظهما» كذب عليهما وأوهم كل واحد منهما بأنه الوحيد الذي يجتهد في أن يكون من «علية القوم» الذين سيبقون خالدين مخلدين في المناصب العلى. لم يجد المسؤولان، والعهدة على الراوي، حلا سوى اللجوء إلى «الفقية» ليتبين لهما الخيط الأبيض من الأسود، فما كان من الفقيه سوى أن أخبرهما أن لكل واحد «جنه الخاص به»، وأن الوزير هدفه أن يحافظ على منصبه وألا يتزحزح عنه أبدا، لذلك كان نصيبه «حرز» يلازمه، والثاني كان كل ما يتمناه أن يكون «مرضي» ويحافظ على الامتيازات، خاصة أنه صرف نظره عن منصب الوزارة، وعاد إلى طريق الفلاحة والتجارة، وهكذا أرضى الفقيه صاحبيه، وأوهمهما أن «كل واحد وجنونو». وزير سابق من الحداثيين، اعتادت والدته على زيارة «فقيه» يلقبونه ب«الشريف» من أجل أن يحافظ ابنها على منصبه خلال مرحلة استوزاره، وتطلعت إلى أن يكون له شأن آخر بعد مغادرته باب الوزارة، لم تكن والدة الوزير وحدها الزبونة الخاصة لهذا «الشريف» فله زبناء من نوع خاص الذين تكتم أحد المقربين منه عن ذكر أسمائهم، واكتفى بالقول ل«المساء»، «شخصيات وناس كبار كيجيو عندو، والفقيه كيخدم كلشي ولكن كيطلب الثمن». ويضيف المصدر ذاته «لكل شخص حق الاختيار في الموضع الذي سيضع فيه «الحرز» أو طريقة «الخدمة»، هناك من الشخصيات من يفضل أن يكتب له «الفقيه» في الخاتم الذي يضعه عادة في أصبعه، حتى لا ينفضح أمره أمام الناس، وهناك من يفضل وضع «الحجاب» في محفظة نقوده». ومن نوادر الوزراء، حسب ما أكد وزير سابق ل«المساء» أن عبد الرحمان اليوسفي، لما عين وزير أول، وجد بمكتبه «حرزا» وراج حديث بأن إحدى العاملات هي من وضعته وكانت ترغب في المحافظة على مكانها، لكن مصدرا آخر قال «إن هناك من قال إنه يجهل سبب إقدامها على ذلك، فهناك من قال إنها فعلت ذلك بإيعاز من أشخاص كانوا لا يرغبون في أن يبقى الوزير الاتحادي في منصبه. «تفوسيخ» طبيعي إعلامية معروفة بصراحتها الفريدة، فهي لا تخفي سرا على العاملين معها سواء فيما تؤمن به أو ما تعتقده أو ما تفعله، وكل من «زغب عليه الله» وحدث أن رافقها ليلا إلى سهراتها فلينتظر أن تنقل كل التفاصيل في الصباح، لأن المسؤولة في مجال السمعي البصري ستحكي ما حدث بالأمس أمام كل رفاق العمل وأحيانا في اجتماعاتها الصباحية. ومادامت هذه الإعلامية «تفرش» كل شيء، وجدت ذات يوم نفسها وهي تسرد في أحد اجتماعاتها للعاملين معها قصتها مع «الحجابات والحروزة»، لتقول لهم «أتيت أمس الأحد رفقة أمي وقمنا بتنظيف المكتب ووجدنا حروزة، وساعدتني والدتي في «فسخ السحر» عبر رش زوايا المكتب بالزيت البلدي و«عريشات الزيتون وبخرنا بالعرعار والشبة». هذه المرأة لم تمنعها ثقافتها ولا دراستها ولا نشأتها في حي راق بالرباط من أن تلجأ إلى «وصفة والدتها في «التفوسيخ الطبيعي» دون حاجة إلى «فقيه» أو «شوافة». لم تكن هذه السيدة استثناء وسط زمرة «الإعلاميين والصحافيين»، فأحد المقرات السابقة لإحدى الجرائد الوطنية، وجده المشرفون على إعادة تهيئه بعد أن غادرته مليئا ب«الحروزة» و«الحجابات»، خاصة خلف بعض الصور التي كانت معلقة أو داخل الكراسي. «تباخير» الحملة الانتخابية اعتادت العديد من الشخصيات المهمة زيارة «الشوافات» بمكان يسمى «الشويطر» بالمدينة الحمراء، ولكل يوم نصيبه من الزبناء الذين يمتطون سيارات فارهة «آخر موديل»، هؤلاء يعمدون إلى التخفي ويرغبون في «الستر» ،غير أن آخرين يسيرون عكس التيار، ويعملون بالمثل القائل «اللي كيشطح ما كيخبي وجهو»، ومنهم رئيس مقاطعة سابق على مستوى ولاية مراكش، الذي لا يجد حرجا في التردد على «شوافات» جامع «الفنا» وينتظر دوره «في ضريب الكارطة» ليعرف حظه في الحياة السياسية، غير أنه خلال انتخابات 12 يونيو، أخطأت «العرافة» في قراءة كفه وكان ضمن لائحة الراسبين، ولم يتجاوز حزبه العتبة، بالرغم من أن «عتبة» منزله تجاوزت الحد المسموح به من «العشوب» و«الرشان». ومن بين ساكنة مراكش الذين أعلنوا عن إيمانهم القوي، بالنحس، البرلماني نجيب رفوش الملقب ب«ولد العروسية»، الذي استعان خلال الحملة الانتخابية ل12 يونيو الماضي، بنحر «عتروس»، بحي الملاح المعروف ب«الميعارة»، بحضور عدد من أنصاره لطرد النحس عن حملته الدعائية. كما نحر «خروفا» بالزاوية العباسية «سبعة رجال»، كي تزداد حظوظه أكثر، حسب ما أكده شهود عيان. وبعين عتيق، ضواحي مدينة تمارة، يقطن «فقيه»، دأب بعض المرشحين أيام الحملة الانتخابية على زيارته، ليسلمهم «الحروزة» أو يقوم ب«تبخير الأوراق الدعائية» اعتقادا منهم أن ذلك يجلب لهم عددا أكبر من الأصوات، أحد المرشحين بالعاصمة زاره رفقة زوجته وهو يحمل الأوراق التي تحمل صورته ورمز حزبه، ليلتقي خصمه في انتظار تبخير أوراقه هو الآخر، فلم يستطع أي منهما أن ينبس بكلمة تجنبا ل«الشوهة» التي يمكن أن تنقلها وسائل الإعلام.