تعرض «المساء» خلال فصل الصيف جانبا خفيا من حياة محمد الجامعي، أول لاجئ رياضي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فالرجل تحول من رئيس لفريق أجاكس القنيطري لكرة القدم داخل القاعة، إلى نزيل في السجن المدني بالقنيطرة بتهم متعددة. في سيرته الذاتية يتحدث الجامعي من الولاياتالمتحدةالأمريكية عن مساره من التألق المطلق واستقباله من طرف كبار القادة في العالم إلى إقباره بين القضبان. في حلقات نتابع تفاصيل قصة يمكن أن تتحول إلى سيناريو لفيلم يأسر المشاعر، على امتداد شهر يوليوز نعيش فصولا أخرى في حياة رجل عاش من أجل الكرة واعتقل من أجلها قبل أن يعيش اغترابا قاسيا في الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي. لم تكن العراقيل التي عاشها الجامعي قادرة على أن تحد من صلته بكرة القدم المصغرة التي ظلت حاضرة لديه، حتى داخل فضاء المعتقل الذي كانت سبب ولوجه له، وهو الذي لم يتصور دخوله يوما إلى هذا المكان. ولم يخل مقامه في الولاياتالمتحدةالأمريكية، من الإسهمات الرياضية التي يستعرضها الجامعي، خلال حلقة اليوم، التي تحمل خليطا رياضيا من بين أسوار فضاء السجن وتجربته الرياضية في أمريكا. قمت بتنظيم دوري دولي في الكرة الخماسية بمناسبة عيد العرش بولاية فلوريدا شارك فيه 16 فريقا 8 فرق مغربية مثلت مختلف الولايات، 8 فرق أجنبية ، وبتعاون مع سفارة المغرب بواشنطن التي بذلت كل ما في وسعها من أجل إنجاح عملية تنظيم الدوري، الذي كان نجاحه عاملا محفزا لي على مواصلة مشواري إذ قمت بعد ذلك بتنظيم دوري آخر بمناسبة المسيرة الخضراء بولاية فيلادلفيا، وقد شهد بدوره مشاركة العديد من الفرق الأجنبية التي كان عددها ثمانية إلى جانب نفس العدد من الفرق المغربية. كانت علاقتي بالكرة الخماسية أكبر من أن تتقيد بالظروف التي أعيشها ففي عز أزمتي وأنا داخل أسوار المعتقل، قمت بتنظيم دوري احتفالا بذكرى المسيرة الخضراء بعد أن اقترح علي تنظيم دوري المسيرة الخضراء داخل المؤسسة، وكعادتي بدأت الإجراءات الخاصة بالتنظيم وكاتبت المدير الذي أبدى موافقته، وقمت بتكوين فرق من النزلاء. وانطلق الدوري الذي شهد أجواء تنافسية حارقة بالنظر إلى الأجواء التي عشناها هناك، لقد استطاع الدوري أن يحلق بنا خارج حدود المعتقل، وتواصلت منافسات الدوري الذي اختتم بتوزيع الجوائز وتسليم الكأس لعميد الفريق الفائز. وظلت علاقتي برياضتي المفضلة قائمة، إذ حرصت وأنا في الولاياتالمتحدةالأمريكية على أن أمارس مع ابني ريان كرة القدم في سن مبكرة، وحين بلغ ريان سن الخامسة تم استدعائي لتأطير أحد الأندية أمضيت معه سنتين إلى أن تم اختياري من طرف، جوفنتوس بورسان لوسي لتأطير الفئات الصغرى. كانت قناعتي بأن صلتي بكرة القدم لن تقف عند هذا الحد، وأن محنتي لن تكون عقبة أمامي. ظلت قناعتي تلازمني إلى أن أدركت أن ابني ريان هو امتداد لاسم الجامعي. وكانت الدوريات التي نظمتها بالولاياتالمتحدةالأمريكية مناسبة يرن فيها اسم محمد الجامعي من جديد، ولم تنحصر إسهاماتي الرياضية عند هذا الحد، بل إنها امتدت لتشمل البرامج التي تبث عبر المحطات التلفزية، عندما تم استدعائي للمشاركة في هذا البرنامج الذي حاولت من خلاله التعبير عن حبي لوطني وافتخاري بإنجازاته الرياضية.