تعرض «المساء» خلال فصل الصيف جانبا خفيا من حياة محمد الجامعي، أول لاجئ رياضي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فالرجل تحول من رئيس لفريق أجاكس القنيطري لكرة القدم داخل القاعة، إلى نزيل في السجن المدني بالقنيطرة بتهم متعددة. في سيرته الذاتية يتحدث الجامعي من الولاياتالمتحدةالأمريكية عن مساره من التألق المطلق واستقباله من طرف كبار القادة في العالم إلى إقباره بين القضبان. في حلقات نتابع تفاصيل قصة يمكن أن تتحول إلى سيناريو لفيلم يأسر المشاعر، على امتداد شهر يوليوز نعيش فصولا أخرى في حياة رجل عاش من أجل الكرة واعتقل من أجلها قبل أن يعيش اغترابا قاسيا في الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي. سنة 1994 انضم المغرب رسميا إلى الجامعة الدولية لكرة القدم داخل القاعة ومقرها مدريد وقد صادفت هذه السنة انعقاد الجمع العام العادي الذي أقيم بالمكسيك، وتم استدعاء الجامعي للحضور، وقد تميز هذا الجمع بانتخابه نائب رئيس الجامعة، وعضو اللجنة التنفيذية، وفي نفس الشهر تم استدعاؤه إلى الجمع العام للاتحاد الأوربي بمدريد للنظر في طلب تقدم به للانضمام للاتحاد الأوربي لكرة القدم داخل القاعة، وعلل الجامعي طلبه بأن المغرب هو الفريق الإفريقي الوحيد المنضوي تحت لواء الفيفوزا، وقد كانت سابقة أن حظي طلبه بالقبول، وقد لعبت الصدفة أن كان ضمن جدول الأعمال تسليم طلبات تنظيم بطولة أوربا لدورتها الرابعة، لم ير الجامعي مانعا وتقدم بطلب تنظيم هذه التظاهرة بالمغرب ضمن الطلبات التي تقدمت بها روسيا والبرتغال، وفاز المغرب بدعم الأغلبية لاحتضان هذه التظاهرة. «عدت إلى بلدي مستعجلا لأخبر المكتب المسير بما أنجزناه كما أخبرت وسائل الإعلام المكتوبة المسموعة والمرئية، وفور وصولي شرعت في التهييء، راسلت كل الجهات وخاصة وزارة الشبيبة و الرياضة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ملتمسا منها الدعم المعنوي واللوجيستي، في أول أيام التحضير توصلت برسالة من الجامعة الملكية، مفادها موافقة مبدئية بناء عليها راسلت، سفاراتنا المتواجدة بالدول المشاركة التي يفرض المغرب عليها التأشيرة. وكانت هذه البطولة التي تم تنظيمها لأول مرة بالمغرب، قد عرفت مشاركة عشردول «أبحرت بى إلى حدود التحدي مجازفا بكل طموحاتى، قاذفة بى عبر أمواج الشك تارة وأخرى راسية بي على بحر الأماني وأكون صادق لو قلت بأنني صارعت بمجهودي الفكري والمادي، آثرت مصالح الفريق على أسرتى،لأنتي عشقته « واحتضن المغرب البطولة التي عرفت مشاركة دول أوربية لها وزنها، وسهر الجامعي على كل الإجرءات من توفير الإقامة التي وزعتها على ثلاث مدن، البيضاءوالرباطوالقنيطرة، وتم استدعاء ثلاثة عشر حكما أوربيا لإدارة هذه المقابلات، كما حرص الجامعي على توفير وسائل النقل ما بين المدن طبقا لدفتر التحملات طيلة الأسبوعين، كما تم تخصيص مرافق لكل فريق يتكلم لغة الوفد حتى يسهل عليهم التخاطب والتفاهم. بالتوازي مع هذه الإجراءات تم استدعاء الجامعي من طرف مدير ديوان وزارة الداخلية بحيث قدم برنامج الدوري وقائمة الدول المشاركة وتم الإدلاء بكل المعلومات الضرورية الخاصة بمواعيد وصول كل وفد على حدة إلى المطار، مع تحديد تاريخ العودة و مطار المغادرة مصحوبا باسم شركة الطيران ورقم الرحلة. كما طلب من الجامعي لائحة كل وفد بغرض التأكد من أسمائهم و أرقام جوازاتهم كذلك عند المغادرة وحرص الجامعي، على ربط الاتصال بوسائل الإعلام لنقل النتائج التي تسفر عنها المقابلات،وكان حضوره مع اللجنة المنظمة بصفة مستمرة من الساعة السادسة صباحا الى آخر ساعة مشرف في هذا الدوري»وهذا ما جعل أجاكس يصل إلى النهاية ضد المنتخب السلوفاكي الذي له خبرة وباع طويل في هذه اللعبة، ومع ذلك انهزم فريقنا بإصابتين لواحدة بعد أن عملت القناة الثانية على نقلها مباشرة» وقبل أسبوعين من انطلاق الدوري توصل الجامعي برسالة من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مفادها إلغاء الدوري حيث تم الحضور إلى مقر الجامعة لتوضيح الأمور، وتم توضيح أسباب القرار كان الخبر فاجعة لأنه جاء في وقت تم فيه إمضاء عقود مع فنادق ومطاعم ومع القناة الثانية، وكانت فيه الدول جاهزة وتسلمت تأشيراتها بناء على الموافقة المبدئية. «لكن هذا لم ينقص من عزيمتي وقررت المضي إلى الأخير لم يبق أمامي إلا أسبوع قمت بمراسلة الفيفا وطلبت منها رخصة تنظيم الدوري، ثم بدأت في استقبال الوفود، وعلى بعد يوم واحد من انطلاق الدوري وبينما كنت أتواجد في الرباط مع اللجنة المنظمة لأخذ القرار النهائي جاء فاكس من الفيفا يرخص لي بإجراء الدوري، لكن المفاجأة الكبرى حدثت بينما كنت في طريقي إلى الجامعة بعد أن اتصل بي الكاتب العام للفيدرالية يبلغني بأن والي المدينة توصل بأمر من وزارة الداخلية بفتح القاعات الثلاثة بالرباطالقنيطرة والدار البيضاء لإجراء الدوري مع السهر على أمن وسلامة الضيوف.