حذر خبراء دوليون، شاركوا، نهاية الأسبوع الماضي في المهرجان الدولي الرابع للبطيخ الأحمر بالقنيطرة، من مغبة الاستهانة بحشرة «Tuta Absulita» التي تهدد محصول المغرب من الطماطم، ودعوا إلى مواجهتها ومحاربتها بكل الوسائل لتفادي كارثة حقيقية. وأبدى الخبراء، خلال مائدة مستديرة نظمت بخيمة بدوية نصبت بالساحة الإدارية، تخوفهم الشديد من إمكانية تراجع الإنتاج الوطني من الطماطم، نتيجة زحف حشرة حفارة الطماطم المعروفة باسم «توتا أبسولوتا» على المساحات المزروعة، وقالوا إن القضاء عليها يتطلب أموالا باهظة تفوق الإمكانيات المتوفرة لدى الفلاحين. وأكد عبد الكريم نعمان، مدير المهرجان الدولي، والخبير في المجال الفلاحي، في تصريح ل«المساء»، على ضرورة التدخل العاجل للدولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ووضع استراتيجية فعالة كفيلة بالقضاء على هذا الفيروس سريع الانتشار، الذي هو عبارة عن دودة قوية المناعة، محددا التكلفة التقديرية لمحاربة هذه الحشرة، حسب المعلومات المتوفرة لديه، ب7 ملايين سنتيم للهكتار الواحد. وقال نعمان، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب رئيس مؤسسة نالسيا للتنمية والبيئة والعمل الاجتماعي، إن محاربة هذه الدودة سريعة التوالد، والشبيهة بالأنفلونزا، تتطلب تضافر مجهودات جميع الأطراف، وكافة الفاعلين الذين لهم علاقة بالمجال، موضحا في هذا الصدد أن إدراج هذه المائدة المستديرة ضمن برنامج المهرجان الدولي للبطيخ، يدخل في إطار المبادرات التوعوية التي ما فتئت تقوم بها مؤسسته للتحسيس بمجمل الأخطار التي أضحت تهدد الطماطم المغربية، وتجعلها غير صالحة للاستهلاك، مؤكدا على السعي نحو تطوير تركيبة الأدوية المخصصة لمقاومة هذا الفيروس، لتحسين فعاليتها، ومضاعفة قدرتها على وقف عملية تدمير محصول الطماطم، التي تقودها هذه الحشرة. والجدير ذكره أن «توتا أبسولوتا» هي عبارة عن حشرة تعشش في أوراق النبتة، لتتحوّل فيما بعد إلى دودة تتغذّى من الورقة وتبيض داخلها. ووفق معطيات «المساء»، فإن هذه الطفيلية انتقلت إلى المغرب عبر الجارة إسبانيا، وإن أمريكا اللاتينية هي مصدرها الرئيسي، مشيرة إلى أن خطورتها تكمن في قدرتها على الصمود في وجه المبيدات الأكثر تطورا.