حذر مجموعة من الخبراء الزراعيين، أمس الأربعاء بمنطقة العوامرة (إقليمالعرائش)، من اجتياح حشرة الدودة الحفارة (توتا أبسولوتا) لحقول البطاطس بسهول العرائش، بعد إضرارها بمئات الهكتارات المزروعة بالطماطم خلال الموسم الفلاحي الماضي. ودق الخبراء الزراعيون، خلال قافلة تواصلية مع الفلاحين بالمنطقة، ناقوس الخطر من الأضرار والخسائر التي قد تخلفها هذه الحشرة في حقول البطاطس مع قرب انطلاق موسم زراعتها الربيعية في دجنبر المقبل. وتمتد زراعة البطاطس على أزيد من ثلاثة آلاف هكتار من الأراضي الفلاحية المسقية بالسهول الواقعة بين مدينتي العرائش ومولاي بوسلهام، حيث يفوق إنتاجها السنوي أزيد من 120 ألف طن. وقد بدأت أعراض إصابة الحقول بحشرة الدودة الحفارة في الظهور منذ شهر شتنبر الماضي بالمنطقة، حيث جفت أوراق وسيقان نبتة البطاطس الخضراء في بعض الحقول، وهو ما أثار انتباه الخبراء الزراعيين. وحسب خبراء بالمركز الجهوي للاستثمار الفلاحي بالمنطقة، فقد تؤدي الدودة الحفارة إلى تدمير كلي لحقول البطاطس في حال عدم معالجتها بالأدوية المناسبة قبل تحول الدودة إلى فراشات في فترات التزاوج. وأضاف المصدر ذاته أن بإمكان الدودة مهاجمة حقول مختلف النباتات التي تنتمي لفصيلة "صولاناصي"، من قبيل الباذنجان والطماطم والفلفل، مما يستدعي التدخل العاجل من طرف المصالح المختصة لمعالجة الحشرة. وخلال فترة التزاوج، تتحول الديدان إلى فراشات بالغة قادرة على الطيران لمئات الأمتار، حيث تضع الإناث بيضها على أوراق النباتات وفي سيقانها وجذورها، لتوفير الطعام لليرقات الصغيرة التي تفقس على فترات مختلفة من السنة. ووصف الخبير الفلاحي ومدير "مؤسسة نالسيا" للتنمية والبيئة والعمل الاجتماعي نعمان عبد الكريم يرقات الدودة الحفارة ب"النهمة"، إذ تعد اليرقات ورغم صغر صغرها قادرة على أكل ثلاثة أضعاف حجمها من الأوراق والسيقان، ما يؤدي إلى تيبس النباتات وتلف المحاصيل. وأبرز نعمان عبد الكريم أن المؤسسة نظمت هذه القافلة التواصلية مع الفلاحين مع بداية انطلاق الموسم الفلاحي من أجل تحسيسهم بخطورة هذه الحشرة وحثهم على اختيار المبيدات المناسبة واستعمالها بشكل معقلن. وعن السلوكات السليمة للحد من أخطار هذه الحشرة المعروفة بطابعها الليلي، أوصى الخبير الفلاحي بالقيام بحرث عميق للحقول وحرق بقايا النباتات المتضررة وطمرها بعيدا واستعمال المضادات البيولوجية واختيار البذور المقاومة. وأشار إلى أن هذه القافلة التواصلية، التي تحث الفلاحين أيضا على الاستعمال المعقلن للمبيدات، ستشمل الفلاحين المستغلين للأراضي المسقية بسهول الغرب والشراردة وزمور وزعير. وتجدر الإشارة إلى أن حشرة الدودة الحفارة ظهرت لأول مرة بدول أمريكا اللاتينية قبل انتقالها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا، وظهرت في المغرب سنة 2008 بحقول الطماطم بسهول الشمال الشرقي بنواحي بركان والناظور.