أكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري أنها رفعت من مستوى تعبئتها ضد حشرة الدودة الحفارة «توتا أبسولوتا» التي تصيب الطماطم. وذكر بلاغ لوزارة الفلاحة صدر يوم الجمعة أن التدابير المتخذة لهذا الغرض مكنت في مرحلة أولى من الحد من الخسائر على ارض الواقع . وقد ظهرت الدودة الحفارة لأول مرة في أبريل 2008 بمنطقة بوعرك «الناظور» قبل أن تغزو باقي المناطق الزراعية: ملوية، الغرب، دكالة-عبدة، اللوكوس، وسوس ماسة في 2008 و2009. وأفاد البلاغ أنه تم منذ ظهورهذه الدودة على مستوى التراب المغربي، اتخاذ تدابير من اجل مكافحتها من قبل مصالح وقاية النباتات التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري قصد الحد من الأضرار والتقليص من أخطار الحشرة ومساعدة المنتجين على مواجهة هذا الوباء. ومكنت هذه العملية من تحسيس الفلاحين بخطورة التهديد الذي تمثله الحشرة بالنسبة لمجالات استغلاهم ، علاوة على اطلاعهم على مختلف طرق المكافحة والوقاية، وهو ما مكن، في مرحلة أولى، من الحد من الأضرار . كما تتابع وزارة الفلاحة تنفيذ سياستها في مجال مكافحة الدودة الحفارة عبر عدد من العمليات من بينها على الخصوص، القيام بعمليات بحث ومراقبة هذه الحشرة من خلال إقامة شبكة من الفخاخ قصد حصر وتقييم انتشار الوباء في المناطق الزراعية وإرسال فريق إلى اسبانيا للاطلاع على التجربة الاسبانية في مجال مكافحة هذه الحشرة. وتتمثل هذه العمليات أيضا في تنظيم أيام للتحسيس والإعلام لفائدة الفلاحين وأصحاب المزارع حول خطورة الحشرة وتدابير المكافحة الملائمة، وعقد اجتماعات تشاورية مع مختلف الشركاء المعنيين، واصدار قرارات من قبل العمال على مستوى الأقاليم المتضررة تنص على إلزامية مكافحة هذه الحشرة وتعزيز مراقبة المزارع التي تضم البقوليات. واشار البلاغ الى ان متابعة وضعية الأعشاب التي قامت بها مصالح وقاية النباتات التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري خلال الحملة المنصرمة 2008- 2009 ، كشفت أن اكتساحا لهذه الدودة لوحظ على مستوى حقول الطماطم بما فيها المغطاة ، وان الخسائر كانت أكثر أهمية خاصة بالنسبة للطماطم الموجهة للاستخدام الصناعي. وأضاف البلاغ ان عمليات البحث التي تم القيام بها على مستوى منطقة الغرب واللوكوس ، ابانت في الوقت الراهن أن آثار اكتساح الدودة التي تمت معاينتها على مستوى المساحات المزروعة بالبطاطس تبقى غير ذات أهمية، أي أقل من 1 في المائة. وقد تم إطلاق حملة جديدة للتحسيس والإعلام على مستوى جميع الجهات ، تهدف إلى حث المنتجين على القيام بتدابير وقائية من خلال إزالة بقايا النباتات التي تشكل ملاذا محتملا للحشرة. كما تمت وفقا للبلاغ إقامة شبكة للتفخيخ بغية متابعة نشاط الدودة الحفارة وتقديم المساعدة اللازمة للمنتج للتحكم في مكافحة هذه الحشرة. و تم الشروع في تطبيق المساطر الإدارية الضرورية قصد اتخاذ تدابير تشجع على تمكين المنتج بالخصوص من الوسائل الكفيلة بزراعة الطماطم. ويستفاد من المعطيات المتوفرة أن حشرة الدودة الحفارة ظهرت لأول مرة بدول أمريكا الجنوبية وظهرت أول مرة في اسبانيا في 2006 «فالينسيا». وانتشرت خلال الثلاث سنوات الأخيرة في العديد من البلدان كفرنسا وإيطاليا واليونان والجزائر وتونس ومالطة وليبيا وبريطانيا وهولندا وروسيا. وتقوم يرقات هذه الفراشة بمهاجمة الأوراق والسيقان والثمار. ويمكن أن تتسبب في إتلاف الطماطم بنسبة تصل إلى 80 في المائة. وتكمن خطورتها ايضا في قدرتها الكبيرة على الانتشار وسرعة تكاثرها «10 إلى 12 جيلا في السنة».