لازالت منافسات البطولة الوطنية لكرة القدم مستمرة من أجل تحديد بطل المغرب للفئات الصغرى، رغم أننا في عز الصيف والناس في عطلة، وقد يستمر التنافس إلى نهاية الشهر الجاري وفي رواية أخرى، إلى بداية شهر غشت، بينما يقول الغاضبون إن البطولة ستستمر إلى أن تظهر تباشير الدخول المدرسي. لا تقتصر هذه المداومة الكروية على الفئات الصغرى، فالكبار ينتظرون تحديد موعد لنهائي كأس العرش وكأنهم في حالة تأهب قصوى، أما قطار البطولة النسوية فلازال يبحث بدوره عن محطة للوقوف بعد عناء موسم مليء بالمعاناة، إذن الكل سواسية أمام برمجة بلا بداية ولا نهاية، والكل يؤجل التزاماته العائلية بسبب أجندة مليئة بالالتزامات. قال أحد المسؤولين، وهو يحاول أن يخفف المصاب على أطفال حرموا من العطلة الصيفية، إن استمرار التباري وعدم إغلاق الملاعب يرفع من اللياقة البدنية للناشئين، وحاول عبثا أن يوهمنا بجدوى التباري الصيفي، مستدلا بالبطولات الرياضية في الدول الاسكندينافية التي تنطلق في بداية شهر مارس ولا تنتهي إلا في بداية شهر شتنبر، مع فرق بسيط هو أن ملاعبهم يكسوها الجليد وملاعبنا وعقليات مسؤولينا تغطيها طبقات من الغبار. حين سينتهي الأطفال من المنافسات الكروية سيحالون مباشرة على أقرب مكتبة لاقتناء الدفاتر والمقررات، دون الاستفادة من وقت مستقطع يتيح فرصة التقاط الأنفاس. استأنس الجميع بهذا المشهد المعكوس الذي يجعل من بطولاتنا قدرا لا ينتهي، واقتنى المسؤولون أقمصة لكل الفصول، خوفا من انعكاسات التقلبات الجوية على الأبدان، لكن «الجايات» أفظع خاصة وأن الجامعة قررت رفع عدد فرق القسم الثاني للمجموعة الوطنية للنخبة إلى 19 فريقا، وإحالتنا على بطولة معاقة يستفيد فيها كل ناد من راحة إلزامية، دون الحاجة إلى الإدلاء بشهادة طبية. ستنطلق البطولة يوم 28 غشت وقد تنتهي في نفس التاريخ من العام القادم، نظرا لتعدد باحات الاستراحة، ولصعوبة تدبير بطولة مبعثرة، خاصة وأن الإشكال سيطرح في نهاية الموسم حين تحرص الجامعة أو اللجنة المؤقتة على إجراء جميع المباريات في موعد واحد وتكتشف أن تكافؤ الفرص مستحيل بوجود 19 فريقا. الآن وفي غياب دفتر للتحملات، فإن الفرق مطالبة بتحمل مضاعفات برمجة مختلة التوازن، يستحسن أن تحال على جامعة الأشخاص المعاقين لتدبير شؤونها، بعد أن تحولت إلى بطولة عرجاء. من حسنات البرمجة أنها تؤمن بأن الجميع سواسية في جدولة المباريات، لا فرق بين الكبار والصغار بين الذكور والإناث، بل إن أكبر إنجاز قامت به هذا الموسم هو إصرارها على برمجة مباراة بين أولمبيك خريبكة واتحاد الخميسات، في نفس التوقيت الذي كان فيه منتخبنا يجري مباراة مصيرية في ياوندي ضد الكامرون، وهو ما دفع فئة من جمهور لوصيكا إلى رفع لافتة كتب عليها بصيغة التساؤل «واش حنا ماشي مغاربة؟»، وصلت الرسالة إلى الدوائر العليا، وفوجئ أعضاء المكتب الجامعي حين قال الفهري في أحد الاجتماعات بنبرة غاضبة، إن الجهات العليا مستاءة من برمجة تنعدم فيها روح المواطنة.