تأخر انعقاد الجمع العام للمكتب المديري للكوكب المراكشي عن الوقت المحدد له سلفا، مساء الجمعة الماضي، أربع ساعات شهدت مخاضا عسيرا تولد عنه انشقاق في صفوف النادي ينبئ بتطورات خطيرة قد تعرفها الأيام القليلة القادمة. فمع وصول الوفود الستة عشر الممثلة لفروع النادي بدأت بوادر الانقسام تطفو على السطح، تطورت إلى مفاوضات ومزايدات في الكواليس بات معها الجمع مهددا بالانفجار، ليلجأ رؤساء الفروع، في محاولة لاحتواء الوضع، إلى عقد جلسة مغلقة بهدف الخروج بموقف موحد يحفظ ماء الوجه للجميع، لكن المساعي فشلت حيث أفرزت المفاوضات كتلتين، الأولى مكونة من فروع كرة القدم وكرة اليد وفنون الحرب والدراجات، في حين تشكلت الثانية من باقي الفروع وهو ما زاد من تأزيم الوضع، ذهب إلى حد إعلان الفروع الأربعة المشكلة للكتلة الأولى مقاطعتها للجمع ومغادرتها القاعة بعد أن سجلت موقفها المتمثل في ما أسمته بالإنزال وإقصائها عنوة من جلسة عشاء سبقت انعقاد الجمع، نظمها نور الدين الناجي الذي نجح خلالها في الحصول على أغلبية الأصوات التي تضمن له الاستمرار على كرسي رئاسة المكتب المديري، كما قدمت هذه الفروع قبيل انسحابها لرئاسة الجمع وثيقة موقعة تشجب من خلالها التراجع عما اتفق وقدم بشأنه التزام أمام محمد المديوري، والغياب المسجل عن اجتماع المكتب ليلة انعقاد الجمع العام. وعقد رؤساء الفروع الأربعة ندوة صحافية بعد انسحابهم من قاعة الجمع مباشرة، أوضحوا فيها موقفهم مما حيك من ورائهم وما هم مقبلون على القيام به استقبالا، حيث برر حسن البحياوي موقف المقاطعة بما تم التخلي عنه من التزامات بينية مع محمد المديوري، تروم في مجملها التأسيس لمبادرة صلح وتوافق وجمع الشمل، خصوصا وأن هذه الفروع، يقول البحياوي، هي التي لجأت إلى المديوري كأب روحي للنادي وزارته بإقامته. من جهته ركز يوسف ظهير، ممثل فرع كرة القدم ، على عملية المساومة وشراء الأصوات في شكل، يقول ظهير، شبيه بانتخابات بعض الجماعات، واصفا ذلك بالدناءة التي أعلت المصلحة الشخصية فوق مصلحة النادي وتنمية الرياضة به . أما عمر بودامة، رئيس فرع كرة اليد، فأكد عزم الفروع الأربعة المنسحبة، الطعن في شرعية الجمع العام واللجوء إلى القضاء في ما يخص قانونية بعض الفروع المحدثة، معددا بعض الخروقات التي شابت انعقاد الجمع وعلى رأسها، يقول بودامة، إنجاز تقرير مالي واحد لفترة 21 شهرا وهو مخالف لقانون الحسابات الذي يفرض تقسيم المدة إلى 12+9، وقد دعمه في هذا الطرح الخبير المالي حمودة برادة، مضيفا أنه سيطالب بافتحاص لمالية النادي تهم الأربعة مواسم. موازاة مع الندوة الصحافية كانت باقي الفروع قد شرعت في تلاوة التقريرين الأدبي والمالي اللذين حظيا بالتصويت قبولا، دون مناقشة أو اعتراض، وسط الاحتجاجات المتكررة لجمعيات المحبين وبعض المنخرطين بالنادي والذين نجحوا في إيقاف الجلسة لأكثر من مرة مطالبين بتأجيل الجمع وعودة محمد المديوري رافعين شعار الله الوطن الملك، مرددين «هذا عار الكوكب في خطر»، لينتقلوا إلى تجديد ثقتهم في نور الدين الناجي، رئيس فرعي الكرة الطاولة والشطرنج، في غياب منافسيه الذين قاطعوا الجمع وغادروا القاعة. ولم يسلم تسيير جلسة الجمع العام من الانتقاد من لدن منخرطي النادي ورؤساء جمعيات المحبين وتهديد هؤلاء لممثل الشباب والرياضة برفع شكوى ضده إلى الوزيرة نظرا لانحيازه الواضح لفائدة الجهة التي تضم زملاء له في العمل، يقول أحد المحتجين، متسائلا عن سر غياب مندوب الشباب نفسه عن الحضور. مسرح القاعة كذلك شهد مشادات كلامية بلغت حد التشابك بالأيدي، وطالب معها البعض باستقدام الأمن، بعد تعرض رئيس إحدى جمعيات المحبين للتعنيف من قبل بعض الحضور، وهو ما أجج الوضع الذي ختمته الجمعيات الحاضرة بإعلان مقاطعة أنشطة الفروع المجتمعة لاحقا.