«نوضو تصليو آ الكفار».. تلك إحدى العبارات التي كان يصرخ بها، أول أمس الأحد، المدعو (ق.ح)، قبل أن يقدم على طعن ضابط أمن بالشرطة الحضرية في الصويرة بواسطة سكين كبير كان يهدد به المصطافين بشاطئ المدينة. دورية الشرطة، التي كانت تتجول بمحاذاة الشاطئ، هالها منظر الرجل الملتحي الذي كان يحمل سكينا كبيرا ويردد عبارات مبهمة. لم يبذل رجال الأمن، الذين كانوا رفقة الضابط، كثيرا من الجهد من أجل السيطرة على المعتدي. وبعد إخضاعه لبحث دقيق، تبين أنه كان مهاجرا بإيطاليا وكان مدمنا على استهلاك المخدرات الصلبة، وسبق له أن تورط في جريمة سرقة وشراء المسروق، حكم عليه إثرها بسنة ونصف حبسا نافذا، وبعد قضائه العقوبة تم ترحيله إلى المغرب، ليحل بالفقيه بن صالح، مسقط رأسه ومنحدر عائلته. وقد استبعد مصدر أمني فرضية أن يكون هذا الاعتداء ناجما عن عمل إرهابي. أما عن سبب وجود المعتدي بالصويرة، فقد تبين أن له 5 إخوة بمدينة الصويرة كان يتردد عليهم بين الفينة والأخرى، لكنهم -بسبب إدمانه على المخدرات- صاروا ينفرون منه ويرفضون تقديم أية مساعدة إليه. ونتيجة لهذا الامتناع، تدهورت أحواله الصحية والنفسية والعقلية. وبخصوص حالته الدينية، فقد اتضح للمحققين أنه اطلع على كتاب لتعلم الصلاة بالصدفة وصار يصلي بين الفينة والأخرى دون أن يبقى مواظبا عليها، وخلال الأيام الأخيرة أسدل لحيته. المعتدي صرح للمحققين بأنه انتقل إلى مدينة الصويرة قادما إليها من الفقيه بن صالح عبر «الأوطو صطوب»، وبسبب عدم تقديم أية مساعدة إليه من طرف إخوته بقي يتسكع ويتجول في شوارع المدينة. وكنتيجة لحالة الهيجان التي كان عليها داخل شاطئ الصويرة أخذ يلوح بالسكين الذي كان يحمله مرددا عبارات ذات حمولة دينية «نوضو تصليو آ الكفار»، وقد تسبب سلوكه هذا في زرع حالة من الرعب بين المصطافين. وصادف «هيجانَه» مُرور إحدى دوريات الشرطة التي ترجل منها ضابط شرطة وتوجه نحوه من أجل ثنيه عن سلوكه ليفاجئه بتوجيه طعنة إلى صدره، من حسن الحظ أنها لم تكن قاتلة، ليتم نقل الضحية، الذي لا تدعو حالته الصحية إلى القلق، إلى مستشفى سيدي محمد بنعبد الله حيث تم الاحتفاظ به.