في الوقت الذي ناهزت فيه طلبات العفو، التي تقدم بها معتقلو السلفية الجهادية 500 طلب، يستعد ما يزيد عن 70 معتقلا آخرين لمغادرة أسوار السجن بعد إنهاء عقوباتهم السجنية في غضون الأسابيع المقبلة. وقد غادر السجن الأسبوع الماضي إبراهيم بنشقرون أحد مغاربة غوانتنامو ممن أدينوا في خلية الرحا سنة 2006 ملتحقا برفيقه محمد مزوز، حيث تجدر الإشارة إلى أنهما المقصودان في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الأخير الذي ذكر فيه أن مفرجين عنهم من سجن غوانتنامو قد عادوا فيما بعد إلى الانخراط في أعمال إرهابية. وتطرح أفواج السلفيين المغادرين لأسوار السجن عددا من الإشكالات المرتبطة بإدماجهم ومخاوف الجهات الأمنية من إمكانية العود إلى الأعمال التي بسببها أدينوا واعتقلوا، بحيث إن 90 في المائة من الخلايا التي تم تفكيكها في السنوات الأخيرة يوجد من بين عناصرها مدانون سابقون في قضايا متعلقة بالإرهاب. واستبعدت مصادر مقربة من المعتقلين أن تحظى طلبات العفو التي تقدم بها هؤلاء، بالقبول لتكون من ضمن القوائم التي سيتسفيد خلال مناسبة عيد العرش هذه السنة. وربطت المصادر ذاتها هذا الاستبعاد بالفيتو، الذي تم رفعه من جهات أمنية متخوفة مما سيقدم عليه هؤلاء المفرج عنهم من خلال استمرارها في تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية بعد أن راج مؤخرا حديث قوي عن مبادرة جديدة تشملهم بعفو شامل على مراحل بدءا من أقرب مناسبة وطنية. واعتبر محمد ضريف المختص في قضايا الإرهاب أن هناك مستويات في التعامل مع المعتقلين السلفيين الذين استكملوا مدد عقوباتهم السجنية بحيث لا يمكن الاحتفاظ بهم. وأوضح ضريف في تصريح ل«المساء» أن نظرة الأمنيين لهؤلاء المغادرين تصنفهم دائما ضمن خانة الخطيرين على المجتمع. وبحسب ضريف، فإن ما راج مؤخرا من إمكانية استفادة هؤلاء من عفو ملكي وشيك بعد فتح حوار معهم كان مجرد توظيف سياسي للقضية، وأن الإشارة التي أتت في ما بعد، والمتعلقة بخلية سبتة التي أصرت مصالح وزارة الداخلية على أنها من زعامة شخص ممن أدينوا في خلية أنصار المهدي وأفرج عنه حديثا كانت بمثابة رسالة واضحة بأنه لا يمكن الذهاب بعيدا فيما يخص مبادرة العفو على السلفيين. ولاحظ المختص في قضايا الإرهاب أنه كلما كان هناك حديث عن إمكانية إطلاق عفو عام يشمل هؤلاء المعتقلين يتم الإعلان عن تفكيك خلية من الخلايا يوجد من بين أعضائها أشخاص مدانون سابقا على خلفية قضايا إرهاب، حيث تواتر الحديث سنة 2006 بمناسبة الذكرى الخمسينية لاستقلال المغرب عن عفو شامل كان سيشمل المعتقلين السلفيين، ومباشرة بعد ذلك تم الإعلان عن تفكيك خلية الرحا التي وجد من بين عناصرها مغاربة سبق أن كانوا ضمن معتقلي غوانتنامو. ونفس الشيء تكرر هذه السنة، يضيف ضريف، حيث تم الإعلان عن تفكيك خلية نسبت زعامتها لشخص أدين ضمن خلية أنصار المهدي.