لم يستفد أي من معتقلي «السلفية الجهادية» من العفو الملكي، الذي أصدره الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى العاشرة لاعتلائه العرش، في حق 24 ألفا و865 من نزلاء المؤسسات السجنية المختلفة. وأكد عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين، أنه لم يبلغ إلى علمه إلى حد الآن استفادة أي واحد من معتقلي «السلفية الجهادية»، موضحا، في تصريح ل«المساء»، أن هذا الاستثناء تسبب في العديد من الأزمات النفسية، التي أصابتهم وأصابت عائلاتهم، خاصة أن العديد منهم كان يعلق آمالا على هذه المناسبة التي استفاد منها عدد كبير من السجناء. وأوضح مهتاد أن عدم استفادة هؤلاء من العفو خلق الكثير من التذمر والاستياء في صفوف أسر المعتقلين، خاصة أن أزيد من 500 طلب تقدم بها هؤلاء إلى الإدارة من أجل تمتيعهم بالعفو الملكي. ومن جهة أخرى، أفادت مصادر مقربة من معتقلي «السلفية الجهادية» أن استثناءهم من العفو كان متوقعا، خاصة بعد الأحكام الصادرة في حق خلية «بليرج» والاعتقالات الأخيرة التي طالت العديد من الأشخاص في إطار ملف الإرهاب. وقد أصدر الملك أول أمس عفوه عما تبقى من العقوبة لفائدة 16 ألفا و18 سجينا، وتخفيض ما تبقى من العقوبة لفائدة 8732 سجينا. كما استفادت من العفو لاعتبارات إنسانية، حسب ما أصدرته وزارة العدل، 2456 سجينة من النساء والحوامل والمرفقات، و159 سجينة من النساء والحوامل والمسنين و137 سجينا من الأحداث، إلى جانب 659 من الأجانب من مختلف الجنسيات المحكوم عليهم بعقوبات جنائية أو حبسية. يذكر أن معتقلي «السلفية الجهادية» لم يستفيدوا من العفو الملكي منذ سنة 2006، بعد تسجيل حالة العود أثناء اعتقال خلية أنصار المهدي، وكان قد استفاد حوالي 315 سجينا منهم من العفو قبل هذا التاريخ. وبالرغم من أن أحمد حرزني، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، عقد خلال شهر يونيو لقاء مع منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، واقترح أن يحرر هؤلاء المعتقلون إفادات كتابية يتبرؤون فيها من الأعمال الإرهابية، ويوضحون مواقفهم من التهم التي أدينوا من أجلها، إضافة إلى نبذهم تهم التكفير، وبيان مواقفهم من الملكية، وتقدم هؤلاء بالعديد من الإفادات بلغت، عن طريق المنتدى ، أزيد من 70 طلبا، فلم تظهر نتائج ذلك إلى حد الآن.