تحولت مدينة أكويلا الإيطالية (إقليم أبروتسو) إلى عاصمة العالم، بعد أن افتتحت فيها أمس قمة الدول الثمان التي وصل إليها كبار العالم ودول أفريقية وآسيوية وأمريكية لها وزن ودور إقليمي وقاري. وعرف اليوم الأول عددا من الأحداث أربكت إلى حد ما أشغال القمة وترتيباتها، من بينها الانسحاب المفاجئ للرئيس الصيني هوجين تاو، والهزات الأرضية المتوالية التي ضربت مدينة أكويلا صباح أمس ووصلت إلى 2.4 درجة على سلم ريختر، إضافة إلى مظاهرات قام بها سكان المدينة الإيطالية احتجاجا على أوضاعهم المأساوية الناتجة عن الزلزال الذي هدم منازلهم قبل ثلاثة أشهر. وقبيل عقد أول اجتماع لهم بالقمة قام زعماء الدول الثمان بزيارة تفقدية للمناطق المتضررة بمدينة أكويلا من الزلزال وللأوراش المفتوحة لإعادة بنائها وتعميرها. وتناول اللقاء الأول لزعماء مجموعة الثمان، في حضور رئيس اللجنة الأوربية خوسي مانويل باروسو ورئيس الاتحاد الأوربي السويدي فيديريك رينفيلدت ورئيس الاتحاد الإفريقي الزعيم الليبي معمر القدافي، مواضيع تمحورت حول الاقتصاد العالمي المتأزم وحول البحث عن حلول ناجعة للخروج من الأزمة الاقتصادية من خلال اعتماد نظم وتوجهات اقتصادية جديدة هدفها خلق تعاون مكثف بين التجمعات الاقتصادية العالمية. وفي اجتماع ثان تم التطرق إلى موضوع البيئة وتقديم المساعدات للدول الأكثر فقرا حيث تم الاتفاق مبدئيا على توقيع معاهدة بين جميع الدول المشاركة للتخفيض من درجة حرارة الكرة الأرضية من خلال تبني نظم صناعية جديدة تساهم في التقليل من التلوث البيئي. كما تم تخصيص جانب من أشغال اليوم الأول لبحث ملفات دولية ساخنة مثل الملف النووي الإيراني والصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأوضاع بالعراق وأفغانستان، إضافة إلى الأزمات السياسية التي تعيشها القارة الإفريقية، والتي تساهم في فقرها وفي أزماتها الاقتصادية والاجتماعية. وتزامنا مع انعقاد القمة، اعتصم مناصرو وأعضاء منظمة السلام الأخضر ومنظمات بيئية أخرى بعدد من محطات توليد الطاقة الكهربائية بمدن متعددة بوسط وشمال إيطاليا، احتجاجا على تردي الأوضاع البيئية بالعالم وعلى صم الحكومات الغربية آذانها عن صيحات الباحثين في مجال البيئة بضرورة اعتماد قوانين وإجراءات صارمة تجاه الشركات العملاقة والمصانع الضخمة التي تمس بالنظام البيئي وتلوث الكرة الأرضية. ويذكر أن العاصمة الإيطالية روما ومدن إيطالية أخرى شهدت مواجهات مساء أول أمس بين رجال الأمن وجماعات «نو غلوبال» المناهضة لقمة الثمان حيث تم اعتقال عدد من عناصرها بتهمة القيام بأعمال شغب. ومن المنتظر أن يخصص اليوم وغدا الجمعة لاجتماعات ولقاءات بممثلي الدول المشاركة الأخرى مثل جنوب إفريقيا والهند والبرازيل والجزائر ومصر والسنغال لبحث المشاكل التي تعيشها القارات الثلاث: إفريقيا، جنوب أمريكا، وآسيا.