كشف «التنظيم السري»، الذي يتخذ من فضح ما يعتبره فساد رجال الدرك والشرطة والجمارك نشاطا له، عن بعض ملامحه، حيث اتضح أن الأمر يتعلق بمنظمة دولية مقرها يوجد بالولايات المتحدةالأمريكية بزعامة شخص مغربي. وأوضح المتحدث باسم التنظيم، الذي اتصل بالجريدة إثر المقال المنشور على صدر صفحتها الأولى بداية الأسبوع الجاري تحت عنوان «الديستي» تتعقب تنظيما سريا اختار عيد العرش للتعبير عن نفسه»، أنهم منظمة دولية ضد الفساد وضد ما يعتبرونه ابتزاز رجال الشرطة والدرك والجمارك، وأنهم بصدد الاستعداد لنشر بيان يكشفون فيه عن أنفسهم، واعدا بتسليم نسخة منه إلى «المساء». وكشف المتحدث، الذي رفض الكشف عن هويته لدواع أمنية، عن كونهم وراء التسجيلات المصورة التي تم نشرها بعدد من المواقع الإلكترونية وتم توقيعها باسم قناص تارجيست وسيدي إيفني، وأيضا وراء الشريط الذي يصور رجال الجمارك وهم يأخذون «إتاوات» بنقطة حدودية بتطوان. وأعلن المتحدث أنهم يستعدون لبث شريط عن مدينة القنيطرة لفضح ما يعتبرونه فساد الشرطة والدرك بهذه المدينة من خلال ابتزاز السائقين. وأوضح أنهم سيكشفون عن هذا الشريط انتقاما لما اعتبروه ظلما موقعا في حق أحد المدونين بالقنيطرة الذي تتم متابعته بتهمة العصيان المدني وانتحال صفة وإهانة رجل أمن أثناء قيامه بواجبه. ويتناول الشريط المصور رجال الدرك وهم يبتزون سائقي الحافلات عند مخرج سيدي قاسم وسوق أربعاء الغرب. وتوعد المتحدث باسم التنظيم جهازَ «الديستي» بنشر ما يعتبره فضائح وممارسات فساد تورط فيها عدد من مسؤولي هذا الجهاز بعدد من مناطق المغرب. وكشف المتحدث أنهم يملكون تسجيلات لمسؤولين في هذا الجهاز تتعلق بالدعارة. وفند المتحدث، بالمقابل، الشبهات التي تُلصق بهم والقائلة إنهم موالون للبوليساريو، مبرزا في السياق ذاته أنهم وطنيون ومتشبثون بالوحدة الترابية إلى جانب كونهم ملكيين حتى النخاع وأن ذلك هو دافعهم إلى الانتماء إلى هذه المنظمة التي تتخذ من محاربة رجال الدرك والشرطة مدخلا لمحاربة الفساد بكل أنواعه، مضيفا في السياق ذاته أنهم لا يشتغلون فقط على صعيد سيدي إيفني فقط وإنما لديهم عدد من التسجيلات تهم مجموعة من مدن وأقاليم المغرب، من بينها الرباط وطنجة والقنيطرة، كما لديهم تسجيلات لعدد من رجال الجمارك في وضعية تلقي رشاوى. وأفاد المتحدث بأن منظمته غير معترف بها بالمغرب، إلا أن لديها فروعا بكل من لندن والولايات المتحدةالأمريكية وبعدد من الدول الأوربية الأخرى، وكان وراء إنشاء فرع لها بالمغرب مهاجر مغربي غاظه ما اعتبره مظاهر فساد رجال الشرطة والدرك والجمارك. وأوضح المتحدث أنه بفضل «الضربات» التي وجهها هذا التنظيم إلى الأجهزة الأمنية أمكن تحقيق عدد من المكاسب، مشيرا إلى أن تنظيمه يتسع يوما بعد يوم ويتوفر على تقنيات ومهارات عالية في التسجيل. وبخصوص الأشرطة التي تم تسجيلها بكل من تارجيست وسيدي إيفني وطنجة، تبيِّن رجال شرطة ودرك وهم يتلقون رشاوى، كشف المتحدث أن الأموال التي تلقاها رجال الأمن المعنيون هي أموال المنظمة بعد أن تم الاتفاق مع سائقي الحافلات الذين توجهوا صوب نقط المراقبة، وتم التقاط الصور التي تم بثها عبر موقع يوتوب. وكشف المتحدث أن المنظمة تشغل مدراء ذوي تكوين عال في التصوير والإخراج، وتتوفر على وسوائل لوجستيكية متطورة، وأن عملهم لا يتسم بالعشوائية وكل ما يقومون به هو في غاية الدقة والاحترافية. وتوعد المتحدث بالكشف عن العديد من المفاجآت في القريب العاجل.