لم يعد بإمكان مريدي الطريقة البودشيشية زيارة الشيخ حمزة القادري، شيخ الطريقة البودشيشية، كما كانوا يفعلون قبل ظهور «أنفلونزا الخنازير». فبعد انتشار فيروس «إي إتش 1 إن 1» في العالم وظهور حوالي 20 إصابة في المغرب إلى حدود الساعة، اتخذ حاجب الشيخ حمزة البودشيشي كافة الاحتياطات لحماية شيخ الطريقة من الإصابة بالمرض، خصوصا وأن العديد من فقراء الطريقة الأمريكيين والإسبان والكنديين والأندونيسيين والفيتناميين... يحلون بالمغرب من حين إلى آخر في زيارة خاصة للشيخ حمزة بإقامته في منطقة «النعيمة»، التي تبعد عن منطقة مداغ بأزيد من 20 كيلومترا. وبعدما كان فقراء الطريقة القادرية البودشيشية، الذين يحجون من جميع المدن والدول صوب منطقة «النعيمة»، يلتقون مباشرة الشيخ حمزة، الذي دخل عقده الثامن، ويجلسون إلى جانبه ويقبلون يديه ورجليه ويطلبون بركاته ويقابلهم بالدعاء ويحثهم على نشر الطريقة الصوفية في مدنهم ودولهم، أصبح المئات من مريدي الطريقة يطلون على الشيخ من وراء حجاب، أي أن العشرات تلو العشرات من الوافدين تتوجه صوب النافذة المطلة على الغرفة التي يأخذ الشيخ حمزة مجلسه وسطها، «كي ننظر إلى وجهه الكريم ونمتح من معين بركاته وعرفانه الذي لا ينفد»، يقول أحد مريدي الشيخ حمزة، ومن ثم يوصيهم الشيخ بالذكر 12 ألف مرة، ونشر الطريقة وسط الناس، وفي المقابل يطلبون منه الدعاء لهم. وأوضحت مصادر من عين المكان، في حديث مع «المساء»، أن الطاقم الطبي المكلف بمتابعة صحة شيخ الطريقة أعطى توجيهات صارمة لحاجب الشيخ، الذي يسهر على تلبية كل حاجيات ومتطلبات بن العباس بودشيش، باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتفادي نقل عدوى الأنفلونزا إلى الشيخ، هذا في الوقت الذي أصبحت فيه شيخوخة حمزة تؤثر، بشكل ملحوظ، على صحته التي يراقبها طاقم طبي كل يوم. وأشار مصدر «المساء» إلى أن إجراءات صارمة اتخذها المسؤولون عن صحة الشيخ خلال فترة الصيف التي تعرف زيارات لمريدين يقيمون في أوربا وأمريكا، تفاديا لنقل الفيروس الخطير إلى الشيخ وحوارييه، ومن تلك الإجراءات -يوضح المصدر- مراقبة درجة حرارة الشيخ يوميا وإجراء تحليلات الدم كلما تطلب الأمر ذلك. وعبر عدد من مريدي الطريقة عن أسفهم على انعكاسات مرض «أنفلونزا الخنازير» على الطريقة، فبعدما كان فقراء البودشيشية يجالسون شيخهم حمزة القادري أصبحوا محرومين من ذلك. في المقابل، أوضحت المصادر ذاتها أن جمال الدين بودشيش، نجل شيخ الطريقة لم تطبق عليه الإجراءات نفسها، خصوصا وأن جمال الدين سيكون وارث سر الطريقة. هذا في الوقت الذي من المنتظر أن يزور فيه حوالي 1500 من مريدي الطريقة المقيمين في الخارج الشيخ حمزة خلال فترة الصيف التي تعرف عودة الجالية المغربية إلى أرض الوطن.