نظم الخميس الماضي، بمقر نادي الصحافة بالرباط، جمع عام لتأسيس نقابة مستقلة تحمل اسم «النقابة الوطنية للعاملين في الإذاعة والتلفزة،بعد أسبوع من تشكيل لجنة تحضيرية. حضره وفق ما أكد البيان الختامي الذي توصلت «المساء» بنسخة منه- تلثا العاملين في الشركة الوطنية, وترأس هذا الجمع بعض أعضاء اللجنة التحضيرية التي أعدت الوثائق العامة لتأسيس النقابة. وبعد تقديم تقريرها العام حول الهدف من التأسيس، تم تقديم مشروع القانون الأساسي ومناقشته وتعديل بعض بنوده ثم تقديم الوثيقة الكبرى لأهداف النقابة ومناقشتها. بعد ذلك انتقل الحاضرون إلى المصادقة على مشروع القانون الأساسي ووثيقة الأهداف الكبرى بالإجماع وخلص الجمع العام إلى تشكيل لجنة تشرف على انتخاب المجلس الإداري للنقابة تتكون من العضو الأصغر سنا، والعضو الأكبر سنا فتم انتخاب أعضاء المجلس الإداري للنقابة المستقلة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بالأغلبية وهو مكون من 25 عضوا وبعد ذلك اجتمع المجلس الإداري المنتخب للتصويت على أعضاء المكتب المكون من 15 عضوا، فأسفرت النتائج على انتخاب أعضاء المكتب (لطيفة سبأ،مبارك حسن، حميد سريغ، محمد الحسني العمري، محمد العيساوي، حسن حجيج، سمير فتحي، نجيب الدرار، عبد الحق الدهبي، محد التاقي، محمد حركاس، ادريس دوكات، محمد بونوار، حفيظ الهواري، مصطفى القراقب.) وربطت النقابة قرار تأسيس هذا المولود الجديد بنتائج الانتخابات التي شهدتها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الخاصة بانتخاب مندوبي الأجراء، والتي أفضت إلى فوز لوائح المستقلين بثلاثة مقاعد كممثلين للأجراء. هذه التمثيلية- يقول نص بلاغ النقابة الجديدة الذي توصلت «المساء» بنسخة منه- دفعت بعدد من العاملين الذين صوتوا لصالح لوائح المستقلين، إلى مطالبتهم بتأسيس نقابة مستقلة غير تابعة لأي مركزية نقابية، هدفها الدفاع عن مصالح العاملين بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وفسرت النقابة إطلاق صفة «مستقلة» بغياب الديمقراطية داخل المركزيات النقابية وعدم التواصل مع المكاتب النقابية داخل القطاع وعدم الحصول على الدعم من المركزيات النقابية وعدم ملاءمة النضال النقابي مع خصوصية الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. هذه المعطيات لن تمنع -حسب ما أسر عضو من اللجنة التحضيرية- إبقاء الحوار مفتوحا أمام جميع مكونات الفعل النقابي في التلفزيون، ودعا المصدر إلى وحدة الصف لمناقشة القضايا المشتركة دون العودة إلى أفكار الزمن البائد. وحددت اللجنة التحضيرية أهداف النقابة الجديدة في تغيير منهجية العمل النقابي والاهتمام بقضايا العاملين بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة باستقلالية. وتداول المعلومة الصحيحة وإشراك الكل في العمل النقابي بتكوين لجان ونهج سياسة القرب في التعامل مع قضايا العاملين اليومية. وفي السياق ذاته، دعت النقابة في بيانها الختامي الذي توصلت «المساء» بنسخة منه الإدارة إلى الالتزام بالدخول في حوار جدي يأخذ بعين الاعتبار نتائج الحوار الاجتماعي، وذلك من أجل الشروع في تطبيق زيادات موازية في أجور العاملين. واعتبرت النقابة أن الحوار والتفاوض والشراكة تحظى بالأولوية في العمل النقابي، وذلك تماشيا مع التحولات العميقة التي شهدتها التمثيلية النقابية في العالم عموما وفي المغرب على وجه الخصوص. وأدانت النقابة في بيانها كل المحاولات الرامية إلى التضييق على حرية العمل النقابي من أي طرف كان، وكل السلوكيات القائمة على المس بالأشخاص من خلال بث الإشاعات وتغليط العاملين بأخبار مزيفة. وشجبت النقابة كل استغلال مغرض وغير شريف للعمل النقابي من طرف من يعتبرون أنفسهم قياديين نقابيين، مما يتعارض مع أخلاقيات النشاط النقابي والأعراف المعمول بها في هذا المجال، كما شجبت تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية لمختلف الموظفين والأجراء والكادحين بصفة عامة من جراء الزيادات المهولة في أسعار المواد الغذائية الأساسية وتدهور الخدمات الاجتماعية، وعدم مواكبة ذلك بالزيادة في الأجور.