على نحو غير مألوف، تعيش المدن العراقية تحت وطأة العواصف الترابية التي غيرت ملامح المدن والشوارع والأشجار وأوفقت الرحلات الجوية وأحدثت زحامات على المستشفيات، إضافة إلى أعباء كبيرة على الأسر العراقية لإجراء عمليات تنظيف المنازل حيث تخترق هذه العواصف جميع المنازل دون استئذان رغم الاحتياطات المتخذة. وبحسب توقعات هيئة الأرصاد الجوية العراقية فإن العواصف الترابية ستبقى متواصلة في أرجاء العراق، في ظل ارتفاع في درجات الحرارة التي تصل إلى 43 درجة مئوية في مناطق متعددة. ولم يسبق أن تعرضت المدن العراقية لموجات متتالية من العواصف الترابية بشكل متواصل مثل هذه منذ عشرات السنين. لكن يبدو أن حالة الجفاف التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عامين وانخفاض معدلات سقوط الأمطار فضلا عن غياب المناطق الخضراء في محيط المدن تشكل سببا رئيسيا لهذه الظاهرة. وتعزو الهيئة العامة للأرصاد الجوية والرصد الزلزالي العراقية اتساع ظاهرة العواصف الترابية إلى كتل هوائية قادمة من الأراضي التركية وأخرى من الأراضي السورية والأردنية، ما يؤدي إلى نشاط الرياح السطحية السائدة وأن تحرك هذه الكتل يؤدي إلى تصاعد الأتربة. وقال فاضل الفراجي، المدير العام لدائرة مكافحة التصحر في وزارة الزراعة إن العواصف الترابية «ستستمر طيلة فصل الصيف بسبب قيام البدو في الصحراء بإزالة النباتات الطبيعية من الأراضي وزراعتها بمحاصيل الحبوب بشكل عشوائي وغير مدروس». وألقت العواصف الترابية بظلالها على الأسر العراقية التي اتخذت تدابير لمنع دخول الأتربة إلى المنازل، لكن هذه الإجراءات باءت بالفشل بسبب استمرار هبوب العواصف، ما يجعل من الصعوبة مواجهتها ويضيف العبء على الأسر في عمليات التنظيف.