عانق تراب مدينة المضيق زوال أول أمس جثمان دليلة الميموني، أول مغربية قضت بمدريد بسبب مرض أنفلونزا الخنازير بمدريد. وشيعت العداءة دليلة في موكب رهيب حضره زوج الضحية، محمد الورياشي داداش، وساكنة المضيق وعدد من وسائل الإعلام الوطنية والدولية. وأكد أستاذ الضحية، محسن صادق، وهو رئيس جمعية الوفاق الرياضي، فرع ألعاب القوى، أن مستقبل دليلة الرياضي كان واعدا حيث فازت بعدة جوائز، وكؤوس في رياضة العاب القوى، إحداها مسلمة بتاريخ 25 مارس 2006، مسلمة من طرف الجامعة الملكية لألعاب القوى،عصبة جهة طنجة تطوان. ووفق محسن صادق، فإن جليلة كانت تتطلع إلى أن تصبح عداءة عالمية حيث كانت تتوفر على قدرة جسدية وطاقة رياضية عالية. من جهتهما أشارت والدة الضحية وزوجها إلى احتمال تعرض الضحية دليلة لفيروس أنفلونزا الخنازير داخل نفس قسم المستعجلات بمستشفى أثناء خضوعها للعلاج بمستشفى غريغوريو مارانيون. وأضاف زوج الضحية أنه سيعود إلى مدريد يوم 17 من الشهر الجاري لرفع دعوى قضائية ضد المستشفى، «على الأقل لن تذهب حياة دليلة سدى»، يقول الزوج. بدأ مسار حياة دليلة في مدينة المضيق سنة 1994، حيث انتقلت أسرتها للعيش هناك قادمة من مدينة مكناس. كانت تعشق ممارسة الرياضة، مما أهلها للانضمام إلى جمعية الوفاق الرياضية. ويتأسف أقرباء الضحية لموتها حيث توفيت يوم ولادتها المصادف ليوم ولادتها، 29 يونيو، تاركة رضيعها «ريان» الذي مازال يخضع لعناية طبية بعد ولادته بعملية قيصرية، إذ لا يتعدى وزنه 1200 غرام. في هذا السياق يقول خوان خوسي غيميس، مستشار وزارة الصحة بمدينة مدريد، إن وضعية الطفل حرجة حيث ولد في ظروف غير طبيعية، 28 أسبوعا فقط، ونظرا لتأثير الأدوية القوية التي كانت تتعاطاها أمه أثناء العلاج قبل أن تفارق الحياة. «سأعود إلى مدريد لأتفقد صحته وأتكفل به» تقول عزيز والدة الضحية، وهو الأمر الذي لا يعترض عليه زوج الضحية البالغ من العمر 21 سنة، حيث من المحتمل أن تمنح لها أوراق الإقامة للتكفل بالطفل. واحتجت عائلة الضحية على عدم تقديم سفارة المغرب لأية مساعدة لهم، حيث أن مصاريف نقل الجثة تكفل بها مستشفى مدريد، كما احتج على سوء الإهمال والتجاهل من طرف المسؤولين سواء في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء أو في مطار مدينة طنجة، «أخذوا مني جواز سفري وتركوني دون أي مخاطب أستفسره حول مصير جثمان زوجتي، من الواحدة ليلا إلى غاية السادسة صباحا، وأنا أنتظر» يقول محمد. أما والدة الضحية فتتذكر كذلك ما حدث لوالد الضحية والذي لقي حتفه في مدينة طاراغونة سنة 2004، إثر حادثة شغل حيث نقل جثمانه في نفس الظروف تقريبا. ووفق الزوج فإن الدعوى القضائية ضد مستشفى مدريد تتعلق بالإهمال الطبي الذي تعرضت له زوجته وضد التقرير الطبي الذي زعم أنها كانت تعاني من مرض الربو. «لم تكن تعاني من أي مرض للربو، كما أنها تعرضت لإهمال طبي داخل المستشفى، حيث قدمت لثلاث مرات إلى قسم المستعجلات لكنهم لم يكونوا يخضعونها لأي تحليل طبي إذ كانوا ينصحوها في كل مرة بالعودة إلى بيتها». تعتبر حالة دليلة أول حالة وفاة لمرض أنفلونزا الخنزير بإسبانيا. ويستغرب محمد كيف أن الطاقم الطبي لم يعرف سبب المرض رغم دخولها قسم المستعجلات لثلاث مرات حيث لم تكن تخضع لأي تحليل طبي متكامل، إلى غاية ليلة 15 يونيو، حيث تم إخضاعها للعلاج بقسم الإنعاش والعناية المركزة قبل أن تفارق الحياة.