أمر الملك محمد السادس بإرسال طائرة عسكرية إلى العاصمة الإسبانية مدريد من أجل نقل جثمان الطفل ريان الذي توفي أول أمس الاثنين بمستشفى غريغوريو مارانيون، بعد الانتهاء من كافة الإجراءات الإدارية ومن تشريح جثته. إلى ذلك اعترف الدكتور أنطونيو باربا، مدير مستشفى غريغوريو مرانيون بمدريد، أول أمس الإثنين، بكون وفاة رضيع المغربية المرحومة دليلة الميموني، يعود إلى «خطأ مهني رهيب»، مما يكشف أن المصالح الطبية الإسبانية العمومية والتي كانت إلى وقت قريب مشهودا لها بكفاءة طاقمها أصبحت تعاني اختلالات ونقصا في الموارد البشرية الطبية المختصة والمؤهلة. «ريان» ابن أول ضحية لمرض أنفلونزا الخنازير بإسبانيا، لم يكن يتجاوز اثني عشر يوما نجا من الموت بعملية قيصرية، كما نجا من الإصابة بوباء أنفلونزا (أ إتش 1 إن 1)، الذي فتك بحياة أمه دون أن يدرك الطاقم الطبي ذلك. لكن رغم نجاته فقد لفظ أنفاسه بسبب خطأ طبي فظيع ارتكبته ممرضة تبلغ من العمر 26 سنة، في يومها الأول من العمل بالجناح الطبي الذي كان يخضع فيه الرضيع «ريان» للعلاج. وأوضح الدكتور باربا، في ندوة صحفية، أن الممرضة التي كانت تشرف على رعاية الرضيع، حقنته في الوريد بمادة حليبية، في حين كان المفروض أن يتناول هذه المادة عن طريق أنبوب موصل بالمعدة عبر الأنف. من جهتها علمت «المساء» أنه تم توقيف الممرضات المسؤولات عن وفاة الرضيع عن العمل، إلى حين اتخاذ الإجراءات التأديبية في حقهن. محمد الورياشي داداش، زوج الضحية دليلية وأب الرضيع الهالك لم يتمالك نفسه بعد فقدانه لدليلة وريان في ظرف 15 يوما، بسبب الإهمال الطبي لمستشفى غريغوريو مارانيون، حيث أفادت عائلة الضحيتين بأنها أجرت اتصالات مع كارلوس غارسيا سيلفا، من هيئة المحامين بمدينة سبتة، لرفع دعوى قضائية ضد مستشفى مدريد، فيما صرح أب الطفل، أنه سينقل جثمان رضيعه ليوارى الثرى بجوار قبر والدته بالمضيق.