بعد مرور ما يقرب من ثلاث سنوات، على حادث رشق موكب المندوب السامي للمقاومة بالحجارة أمام باشوية سيدي إفني، عادت أجواء الفرح لتسيطر على المدينة إثر أحداث السبت الأسود التي أدت إلى اعتقال ومحاكمة العديد من أبناء المدينة، المنضوين تحت لواء السكرتارية المحلية المتزعمة للاحتجاجات. وقد عمل المحتجون السابقون، الذين وصلوا في الانتخابات الأخيرة بأغلبية ساحقة إلى مواقع القرار ببلدية إفني، على إرسال عدد من رسائل التطمين إلى الدوائر الرسمية بالإقليم والوطن، وحاولوا من خلال ظهورهم الرسمي الأول في الذكرى الأربعين لتحرير المدينة من الاستعمار الإسباني إبراز مظاهر الفرح والابتهاج، بالاستجابة الرسمية لمطالبهم الاجتماعية، كما عبروا عن رغبتهم في طي صفحة الماضي الأليم وبدء مسيرة التنمية الشاملة بالمنطقة، على أمل توفير ظروف أحسن لتسيير شؤون العمالة الجديدة، وتفعيل كافة الإمكانات البشرية والمادية التي تتميز بها. وعلى عكس السنوات الماضية، فقد شهد احتفال هذه السنة إقبالا كثيفا من قبل ساكنة المدينة، توج بتزيين الشوارع والأزقة بالأعلام والصور الوطنية، كما ركزت الكلمات التي ألقيت بالمناسبة على الدور البطولي لرجال المقاومة وجيش التحرير. وفي هذا السياق أكد محمد الوحداني، رئيس المجلس البلدي الجديد لسيدي إفني، على أن «من ثمار النضال البطولي الذي خاضته جماهير سيدي إفني عبر محطات عدة، تحقيق جزء من مطامح الساكنة المحلية الراغبة في تحقيق التنمية الشاملة والرفع من المستوى الإداري لحاضرة آيت باعمران»، وأضاف الوحداني الذي غادر أسوار السجن المحلي لإنزكان ليتربع على كرسي الرئاسة بالبلدية أن «قنوات الحوار والإصغاء مفتوحة في وجه كل من يحمل رأيا بناء ومفيدا، كما أن أيدينا ممتدة للجميع، وسنعمل على وضع مخطط تنموي يمتد على ست سنوات، كما سنطرق أبواب الحكومة والسلطات الإقليمية والمحلية حتى تتحقق التنمية الشاملة طبقا للآجال المحددة بالمخطط». من جهته أوضح مصطفى الكثيري، المندوب السامي للمقاومة، أن أهم المنجزات التي تحققت لفائدة أسرة المقاومة، تتمثل في التغطية الصحية بشقيها الأساسي والتكميلي، حيث عالجت الدوائر المختصة إلى حدود نهاية الشهر الماضي ما يقرب من 36 ألفا و742 ملفا خاصا بالتغطية الصحية للمقاومين وأعضاء جيش التحرير، وبخصوص تحسين الأوضاع المادية للمقاومين، وعد المندوب السامي بإنشاء صندوق للدعم في غضون السنة الجارية، بعد تقديم النصوص التشريعية إلى البرلمان، حث ستتم –حسب قوله- إعادة النظر في تنظيم أسواق الجملة، التي ستساهم في توفير مصادر مالية مهمة من شأنها تحسين الخدمات المقدمة، كما أكد على ضرورة احتضان مدينة إفني لفضاء متحفي شامل خاص بالمقاومة على غرار ما تم إنجازه في أقاليم أخرى عديدة. وبالرغم من أن جلسة انتخاب أعضاء المكتب المسير للبلدية لم يمض عليها إلا أيام معدودة، فقد تمكن المنظمون من تجييش عدد كبير من طاقات المدينة لإنجاح المهرجان السياحي والثقافي والرياضي، حيث قاموا بتكريم ثلة من المقاومين، وأشرفوا بمعية المندوبية الجهوية للمقاومة على توزيع 93 حوالة مالية، بغلاف يقدر ب160 ألف درهم، كما وزعوا بالمناسبة ذاتها مجموعة من الكراسي المتحركة على المعاقين المنتمين لإحدى الجمعيات المتخصصة في المجال، علاوة على تنظيم مسابقات وسهرات ليلية ومعرض مفتوح للمنتجات اليدوية النسائية طيلة الأيام الست المقبلة.