«لم تكن تعاني من أي مرض للربو، كما أنها تعرضت لإهمال طبي فظيع داخل المستشفى، حيث إنها قدمت لثلاث مرات إلى قسم المستعجلات، لكنهم لم يكونوا يخضعونها لأي تحليل طبي من أجل معرفة سبب المرض، حيث كانوا ينصحونها، في كل مرة، بالعودة إلى بيتها»، بهذه العبارات يستقبلنا زوج أخت الضحية المغربية دليلة الميموني التي تعتبر أول حالة إصابة ب«أنفلونزا الخنازير» تقضي بسبب هذا الفيروس بإسبانيا. ويقول المتحدث، أثناء لقائه يوم أمس ب«المساء»، إنه كان مع الضحية أثناء خضوعها للعلاج بمستشفى «غريغوريو مارانيون»، حيث كانت في حالة غيبوبة جراء تفاقم وضعها الصحي. ويستغرب زوج أخت الضحية، القاطن بمدينة سبتة، عدم اكتشاف الطاقم الطبي لسبب المرض رغم دخولها قسم المستعجلات لثلاث مرات، حيث لم تكن تخضع حينها لأي تحليل طبي متكامل، إلى غاية ليلة 15 يونيو الماضي، حيث تم إخضاعها للعلاج بقسم الإنعاش والعناية المركزة، مما أدى بأسرة الضحية إلى توكيل محام من مدينة سبتة من أجل فتح تحقيق في الحادث وتحديد المسؤوليات. كانت الضحية دليلة الميموني شابة كلها حيوية ونشاط، كما أنها كانت تهوى ممارسة الرياضة والعدو الريفي، قبل أن تقرر الالتحاق بالمعهد الوطني لألعاب القوى بالعاصمة الرباط لخوض تداريب رياضية مكثفة، أهلتها فيما بعد للفوز بعدد من الجوائز في سباقات رياضية مختلفة بالمغرب، «مما يخالف تماما تقرير الطاقم الطبي لمستشفى مدريد الذي ينص على أنها كانت تعاني من مرض الربو»، تقول أخت الضحية. في يوم 03 يناير الماضي، قررت الضحية دليلة الزواج والالتحاق بزوجها بإسبانيا، لكن شاءت الأقدار أن تلقى حتفها في ديار الغربة، وهو نفس المصير الذي لاقاه والدها الذي كان يعمل جنديا في صفوف القوات المسلحة الملكية، حيث انتقل إلى إسبانيا للعمل في أوراش البناء بها بعد تقاعده، لكنه سيلقى حتفه أيضا في حادثة شغل هناك. أثناء زيارة «المساء» لمنزل الضحية دليلة، استقبلتنا عبارة مكتوية في مدخل الزقاق تقول «لا للعنصرية»، وهي عبارة كتبها أحد الشبان من الحي فور توصلهم بخبر وفاة جارتهم. ويقول زوج الأخت إن جميع أفراد العائلة يوجدون خارج المغرب، حيث انتقلت والدة الضحية منذ أربعة أيام على وجه السرعة إلى مدريد بعد إشعارها بدخول ابنتها في مرحلة صحية حرجة وبكونها في غيبوبة تامة، وكذلك للاطمئنان على صحة حفيدها «ريان» الذي كان ما يزال في أسبوعه ال26 حيث ولد بعملية قيصرية، بوزن لا يتجاوز 1200 غرام، حتى لا يلقى نفس مصير والدته. كل الجيران والأقرباء يتأسفون على موت دليلة الشابة ذات العشرين عاما، والتي «كانت محبوبة من طرف الجميع، نظرا إلى حسن معاملتها لكل أصدقائها ولحيويتها ولحسن تربيتها»، تقول فاطمة وهي إحدى صديقاتها. ووفق بلاغ لوزارة الصحة الإسبانية، فإن دليلة كانت تعاني من مرض الربو، الأمر الذي قلل من محاولات إنقاذ حياتها، حيث تم الإسراع بإجراء عملية قيصرية لها يوما قبل وفاتها بسبب أزمة قلبية ألمت بها لإنقاذ حياة الجنين، وهو ما ينفيه كل من محمد زوج الضحية بمدريد ووالدتها، محملين مسؤولية الوفاة لوزارة الصحة الإسبانية.