«مطلبي الوحيد هو أن يتركوا ابني إلياس يحيا حياة طبيعية كباقي أقرانه من أطفال المغرب، فبعد أن خرج من سجون السعودية وتمارة، زج به الآن في سجن كبير»، بهذه الكلمات تحدثت فتيحة محمد الطاهر حسني أرملة كريم المجاطي، إلى «المساء» وهي تحكي عن حالة ابنها إلياس المجاطي، الذي يعاني من زيادة غير طبيعية في الوزن، وحالة نفسية متدهورة دفعته إلى تكرار محاولات الانتحار. وتساءلت أرملة المجاطي، الذي قتلته القوات الأمنية السعودية رفقة ابنه آدم في أبريل 2005، باعتباره كان من المطلوبين على لائحة ال 26 الإرهابية التي كانت قد أعلنت عنها وزارة الداخلية السعودية آنذاك «كيف له أن يحيا حياة طبيعية وهو متابع من طرف عناصر المخابرات أينما حل وارتحل، ويحتاج إلى العلاج في مركز طبي متخصص لإصابته باختلال هرموني (هرمون البرولاكتين) نتج عنه سمنة مفرطة، فضلا عن اهتزاز نفسي وحالة نفسية متدهورة؟». وزادت قائلة في حديثها إلى «المساء»:» هذه المعطيات كلها تجعل إلياس يحيا حياة استثنائية وخارجة عن المألوف بالنسبة إلى طفل في مثل عمره، تصوروا أن طفلا في مثل عمره لا يتوفر على صديق، لأنه حتى واحد ما غادي يرضى يخلي ولادو يمشو عند ولد المجاطي والمخابرات في الباب، ما يمكنش يمشي يلعب في شي مكان ومعه مرافقين». وقالت أرملة المجاطي، الذي تردد اسمه في أكثر من قائمة دولية على خلفية الاشتباه في ضلوعه في تفجيرات 16 ماي 2003 بالدار البيضاء و11 مارس 2005 بمدريد، إن على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها بخصوص «هذه الكارثة الإنسانية، فهي اختطفت وحجزت طفلا في سجون سرية وعذبته إلى درجة أفقدته قدرته العقلية، وترفض تسليمه جثتي والده وأخيه مع أنها ليست المسؤولة عن قتلهما، فهو دائم التساؤل عن مصيرهما»، مضيفة: «هناك جهات لا تريد لهذا الطفل، باعتباره ابنا لكريم المجاطي، أن يكون طفلا عاديا كباقي الأطفال، يريدون أن يعيش دائما في الظل وأن يبقى مدمرا نفسيا». من جهة أخرى، تشتكي فتيحة محمد الطاهر حسني، من ضعف الدعم الحقوقي لمعاناة ابنها، وقالت «لم تقدم لإلياس أية مساعدة من أي طرف سواء كان حقوقيا أو غيره، باستثناء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي كانت قد أصدرت بيانا وراسلت وزير الخارجية والتعاون ووزير الصحة، لكن دون أي تأثير. ما يثير استغرابي هو ألا يحظى ملف إلياس وآدم المجاطي باهتمام هذه الجمعيات على الرغم من أنهما مجرد طفلين غير مسؤولين عن اختياراتي واختيارات زوجي، ولكن يبدو أنهما دفعا الثمن باهظا جدا». واستدركت قائلة «اتصلت بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في الفترة التي كان فيها إلياس يعالج في مصحة «السلام» بالدار البيضاء بعد محاولته الانتحار، لكن دون أي جدوى، كما ربطت الاتصال بالقنصلية الفرنسية بحكم أن ابني يحمل جنسيتها، إلا أنهم رفضوا معاينته وتحججوا بعدم توفرهم على ما يكفي من الموظفين وبمشاكل في التمويل». إلى ذلك، طالب منتدى الكرامة لحقوق الإنسان أحمد حرزني، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، بالعمل على تمكين إلياس المجاطي، المزداد بتاريخ 01 شتنبر 1992، من كافة حقوقه وفي مقدمتها حقه في تلقي العلاج والتطبيب، وحمايته من كل ما من شأنه إثارة هواجسه. وقال محمد حقيقي، المدير التنفيذي لمنتدى الكرامة، ل«المساء:» حالة إلياس ندرجها في سياق خرق حقوق طفل قاصر تعرض للاحتجاز لمدة طويلة ومورست عليه ضغوطات، وحرم من حقه في التطبيب والتعليم، كما أنها مساس بحقه في الأمان الشخصي والسلامة البدنية والنفسية»، مضيفا «من خلال إفادات والدته اكتشفنا أنه حاول وضع حد لحياته خمس مرات، وأنه مصاب بفوبيا أن كل الناس سيقتلونه».